وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


كتبت: دعاء سيد، بوسي رفعت، أمنية هشام


يوجد في المجتمع المصري تعددية في التعليم بشكل متفاوت، حيث يوجد عدة إشكاليات في أنظمة التعليم المصرية بوجود أنظمة تعليم متعددة ومنها المتميز وغير المتميز مما أدى الي زيادة الفجوة الطبقية الموجودة بداخل المجتمع، حيث المرحلة التعليمية أصبحت ساحة معركة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة حيث يوجد خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة لكل طالب بالفعل ومن هنا خُلقت فجوة كبيرة بين هذه العوالم التي يتميز كل منها بأفكار ومعتقدات واراء مختلفة وفقاً لقناعتهم وخلفياتهم الاجتماعية المختلفة.

المدرسة هي المساحة التي تجتمع فيها مختلف الثقافات والأعراق والأديان والفئات الاجتماعية، ولكن بوجود تعددية لأنظمة التعليم أصبح كل طبقة اجتماعية مقتصرة على ذاتها وبيئتها مما أدى الي عدم تنوع واحتكاك ثقافي واجتماعي بين الطلاب، بالإضافة الى وجود المجمعات السكنية المنغلقة (الكومباوند) والتي تقام بداخلها المدارس الدولية والتي عزلت ساكنيها عن باقية طبقات المجتمع، مما جعل الحيز بين الطبقات سور شنيع يقف عائق بين أفراد المجتمع.


تعدد الاختيارات يخلق الفرص

أكدت أميرة أحمد، أم لثلاث أطفال، على أن تعدد الاختيارات ووجود أنظمة تعليم متنوعة شيء مفيد للأهالي، ولكن يجب ان تكون هناك ضوابط ومعايير للتأكد من أن النظم الخاصة تأخذ امتيازات كثيرة عن النظم الحكومية ولا تنتقص منها، أو يتم التقصير في واجبات الأنظمة التعليمية اتجاه الطلاب أين كان خلفياتهم الاجتماعية، ووجود رقابة على مستوى عالي من الشفافية للتأكد من تقديم مستوى تعليمي لائق، خاصة بأن بعض المدارس الحكومية لا تهتم بجودة التعليم ومتابعة الطالب، وأضافت أنها كأم لثلاث أطفال تعاني من توفير جودة تعليم جيدة لأبنائها وتجد صعوبة في مصاريف الدروس الخصوصية لأن معظم الوقت تجد إهمال من المدرسة وتلجأ للدروس الخصوصية والكورسات الخارجية لتوفير تعليم لأطفالها، وأكدت على اختلاف الثقافات في المجتمع والطبقات مع وجود (السوشيال ميديا) وتعرض أطفالها لفيديوهات من طبقات أخرى كل ذلك يفتح عيون أبنائها على حيوات مختلفة مما يجعل لديهم تشتت في الناحية الاجتماعية فوجود مدرسة لطبقة ما أمر مفيد لوجود فئة سعرية مناسبة نسبياً للأهبل، ولكن هذا يؤثر على جودة التعليم واحتكاك الأطفال بطبقات أخرى وتوفير لهم جودة تعلم للغات لائقة مما يتيح لهم فرص مناسبة فالمستقبل.


امتيازات خاصة

وتحدثت مروة هاني، مُعلمة اللغة العربية في مدرسة خاصة، عن التعليم الخاص، وقالت يهتم بالحالة النفسية للطالب؛ ففي كل المناسبات الاجتماعية والرسمية يقوم بتنظيم احتفالات وترفيه للطلاب في جميع المراحل التعليمية، مثلاً حفلات نهاية الفصل الدراسي، حفلات التخرج من كل مرحلة تعليمية، وكل شهر يوجد يوم ترفيهي. والمدارس الخاصة تهتم بخلق بيئة تعليمية سوية للطالب، فهناك رقابة شديدة على المعلمين، وأيضاً حوافز مادية؛ لذلك يسعى المعلم بصفة مستمرة إلى تطوير ذاته وإتقان عمله. وأضافت مروة، أن مدارس الخاصة تعقد دورات تدريبية للمعلمين ليس فقط في المجال التعليمي، ولكن أيضاً في مجال التواصل الاجتماعي مع الطلاب، وهذا غير موجود في التعليم الحكومي. وبالنسبة إلى الطالب، تحرص المدارس الخاصة إلى تنمية شعور الأمان لدى الطالب تجاه المدرسة، فهو يشعر أنه في منزله؛ فمتاح له أن يتصل بوالديه، ويستطيع أيضاً أن يتحدث مع مدير أو وكيل المدرسة بأسلوب حوار مرن، على عكس المدارس الحكومي التي يكون بها الكلام من الجهة المسئولة فقط. ومن عيوب التعليم الخاص، هو تدخل ولي الأمر بشكل كبير ومزعج بالنسبة للمدرس أو المدير، حيث إنه يتدخل في أدق الشؤون وهذا يؤثر على دور المسئولين في المدرسة.

وذكر زياد محمد، الطالب بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن هناك فرق واضح بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص أولاً من حيث المناهج التعليمية، ثانياً التعليم الخاص ينمي مهارات فردية عند الشخص ويجعله يكتشف نفسه، وهذا الأمر من الصعب تطبيقه في التعليم الحكومي؛ بسبب العدد الكبير. ولأني كنت تعليم خاص هذا كان له تأثير على مشواري الجامعي؛ مما ساعدني في التعامل مع أساتذة الجامعة وفهم المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، التعليم الخاص ساعدني في سوق العمل، ولا أظن أن التعليم الحكومي كان سيوفر لي نفس الدرجة من التميز.


فرق بسيط

 من جهة أخرى، قالت سمر هشام، ذات ٢٧ عاما، وهي أم لطفلة، أن الفرق بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص هو فرق بسيط، يمكن تعويضه بالدروس الخصوصية والدورات التعليمية، فالمال الكثير الذي سيتم دفعه يمكن أن يعوض بطريقة أخري. وبخصوص سوق العمل ونظرة المجتمع قالت " سوق العمل لا ينظر إلى الجامعة التي تخرجت منها، ولا المدرسة التي تعلمت بها، ولكن ينظر إلى مهاراتك وما الذي تستطيع فعله ليس أكثر".

وتحدث محمد عرّام، صاحب ٣٠ سنة ولديه طفلة واحدة، عن وجود فروق جوهرية بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص، من حيث المناهج والمتابعة والبيئة الثقافية، فهي مختلفة بينهما تماماً. فأنا كنت تعليم حكومي ولا أريد أن تكون ابنتي نفس المستوي التعليمي، بل أريد أن تكون في مكانة أفضل، وإذا تيسر لي حياة اقتصادية أفضل سأدخلها مستوي تعليمي أفضل.

تفكك مجتمعي

أكد الأستاذ عبدالرحمن حسن، خبير تربوي بأحد المدارس الدولية، أن بسبب التنوع الكبير بين المدارس أدى إلى اختلاف كبيرة بين طلاب المدارس حيث يوجد المدارس الحكومية التي تعتمد على الدراسة باللغة العربية كلغة أولى واستخدام اللغة الإنجليزية كلغة ثانية ولكن دراسة جميع المواد باللغة العربية، من جهة أخري يوجد المدارس التجريبي والتجريبي المتميز الذين يصنفوا على أنهم مدارس حكومية ولكن تستخدم المنهج باللغة الإنجليزية، وهناك مدارس النيل وهي حكومية أيضًا ولكن بمصروفات تبلغ قيمتها ال 17 ألفا في السنة.

 وأضاف عبدالرحمن  أن التعليم الأزهري يوجد أزهري عادي، أزهري لغات، وهناك نظام تعليم مختلف تمامًا عما سبق وهو التعليم الفني الذي يضم أغلب الفقراء والبسطاء الغير قادرين على تكلفة المدارس الخاصة واللغات والدولية، كل ذلك يخدم عملية تفكك كبيرة داخل المجتمع، وبالإضافة إلى ذلك تفاوت جودة التعليم بين الحكومي والخاص والدولي، وبما أن الدولي والخاص مقتصر على الأغنياء أو بمعني اخر من لديه القدرة الشرائية الأعلى فأصبح التعليم سلعة المتحكم الرئيسي بها القدرة على شراء تلك السلعة وتسديد نفقاتها مما يجعل تهميش واستبعاد للطبقات الأقل أو الفقيرة، ويتم تحويل المجتمع بعد عدة سنوات الى فجوة اجتماعية كبيرة بين الغني والفقير وصعوبة الفرص أكثر على الفقراء وتقتصر المناصب العليا والوظائف المرموقة على خريجي التعليم اللغات والدولي مما يجعل السور أكثر صلابة مع مرور الوقت سور ملئ بالظلم للطبقات الأقل حظاٌ.

كما أجريت دراسة مستقلة بواسطة المستشارة هبة الليثي، مستشارة الجهاز المركزي للتعبئة والأحصاء،تقول أن مستوى الفقر في عام 2022/2023 أرتفع الى 35.7%، وهذا يدل على الظلم وقلة الفرص التي يواجها عدد ليس بقليل من المجتمع المصري وعدم توفر لهم فرص عادلة في التعليم مما يجعل حصولهم على فرص لعيش حياة مرفهة نسبة ضئيلة جدًا، وإن كادت معدومة.


الانعزال وصراع الطبقات

 في سياق متصل، أعرب الدكتور هاني خميس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، على تعدد الأنظمة التعليمية سيؤدي الي تأثير اجتماعي وسيساهم في ضعف الرابطة بين أبناء المجتمع، حيث بعض الأنظمة تواكب عادات وأفكار مختلفة تماما عن مجتمعنا المصري الشرقي مما يجعل هناك خلل واضح في التماسك الاجتماعي والاندماج داخل المجتمع كونهم يتحدثون لغات أخرى غير العربية وغالباً تلك الفئات ما تتميز بالانعزال والاستبعاد عن الطبقات الأخرى فيجعل هناك سور واضح وصريح بين طبقات المدارس الحكومية بأنواعها والخاصة وطبقات المدارس الدولية بأنواعها، وأوضح أن الأنظمة التعليمية الغير مصرية ستساعد خريجيها على الالتحاق بمناصب في شركات متعددة الجنسيات أو غير مصرية مما يجعل هناك سور وموانع أمام خريجي المدارس الأخرى العادية، وكل ذلك سيؤدى لوجود صراع بين الطبقات على كافة الأصعدة.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button