وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


التطور الرقمي و"أسرى" الهواتف الذكية
التكنولوجيا تهدد صحة الإنسان النفسية والعقلية

 



كتبت : هبة المنزلاوي، ريم طلعت، سمية أسامة

 

مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى كل بيت أدى ذلك إلى تشتت وانعزال أفراد الأسرة الواحدة عن بعضهم بعضا، نتيجة لإفراطهم في متابعة العالم الرقمي حتى أصبحوا أسرى في أيدي الهاتف المحمول !!، وعلى الرغم من الآثار الإيجابية للتكنولوجيا وأنها وسيلة سهلة للتواصل والتعرف على ثقافات العالم المختلفة، لكنها أثرت على صحة البشر وسلامتهم الفكرية والنفسية وقدرتهم على الإبداع، والعمل بشكل واع وحكيم، فلقد جعلت الإنسان منعزلا عن واقعه المادي ومحيطه البشري الملموس، مما يسبب له أضرار نفسية هائلة، لذلك وجب علينا التعرف على مختلف الآراء في هذا الصدد، ورؤية حلول للتغلب على الآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة على نفسية الإنسان وعقله، وقدرته على أداء عمله بإبداع ومهارة.

 

قال محمود أحمد، خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إنه شاهَد العديد من الاختراعات و الإبداعات ولكنها لا تكتمل إلا بتدخل الإنسان ،و تفاعله معها سواء في صنعها أو تشغيلها، وذلك لأن الجماد لا يستطيع العمل بدون الإنسان حتى لو بدا جمادا ذكيًا وماهرًا، مضيفًا بأنه  مع مرور السنين سنشاهد إبداعات كثيرة، و لكن هذا لن يقلل من شأن الإنسان و قيمته بين سائر المخلوقات.

وأوضح محمد محمود، الطالب في كلية التربية بالفرقة الرابعة جامعة عين شمس، أنه يرى في وجهة نظره بأن التكنولوجيا المفرطة بالفعل جعلت بين بعضنا بعضا حواجز، فيرى المعظم ينظر في شاشات الهاتف ولا يلتفتوا لبعضهم بعضا، و حتى في المنازل أصبحت الأسرة بسبب التكنولوجيا بعيدة عن بعضها بعضا على عكس ما حكى له جده عن الفترة الزمنية القديمة قبل الاختراعات الهائلة، و لكنه يرى أيضًا أننا أصبحنا لن نستطيع الاستغناء عنها لما ارتبط في حياتنا بها من تعاملات وإنجازات.

 

وأضاف محمد أسامة، الطالب في كلية الحقوق بالفرقة الرابعة جامعة الإسكندرية، إن التكنولوجيا شلت العديد من اهتماماتنا وجعلت الإنسان أقل إبداعاً حيث يعتمد عليها بشكل كلي وإذا زاد الأمر عن ذلك سيتحول الإنسان في المستقبل لمجرد طفل غير قادر على التفكير بشكل ناضج وصحي.

وأكدت ندي محمد، الطالبة في كلية الإعلام بالفرقة الرابعة جامعة القاهرة، على أن التكنولوجيا الحديثة ما هي إلا عوامل مساعدة البشر لتسهيل حياتهم ويبقى الإنسان هو المتحكم الأول فيها، وأما من يتكاسل عن التفكير وإعمال عقله فهو شخص متساهل بالفطرة واتخذ التكنولوجيا حجة حتي لا يعمل عقله.


دورات تنمية أسرية

ومن جانبها، أشارت الدكتورة راندا سمير، أستاذ علم النفس، إلى أن التكنولوجيا لا دخل لها بالتفكك الأسري بقدر عدم وعي الآباء بكيفية الإحاطة بأبنائهم و احتضانهم  والعمل دائما على لم الشمل كما كان يحدث في السابق و لكن لا يمكن أن نقول إن التكنولوجيا ليس لها عامل و لكن إذا نشرت دورات تدريبية لتنمية الأسرة سيساعد هذا الأمر في الابتعاد عن الشاشات بقدر الإمكان.

وتابعت الدكتورة ريم الرواشدة، أخصائية علم النفس، أن التكنولوجيا وبرامج الذكاء الاصطناعي قد تساعد علي إنشاء أعمال إبداعية مثل كتابة القصص والروايات والأشعار ولكن لا يمكن أن تصل إلى قدرة العقل البشري فهي يمكن أن تساعد في إعداد محتوى لكنها لا تلغي وجود المبدع البشري، وإن تقنيات الذكاء الإصطناعي غير قاتلة للإبداع لطالما استخدمها مبدعون.


الإنترنت وفقدان التواصل

ومن جهته، قال المهندس أحمد رضا عبد النعيم، مؤسس شركة (بروجرامز اليت سكول PES) المتخصصة في البرمجة والذكاء الاصطناعي، إن الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة لهم دور كبير في حياة البشر وتفاعلهم مع بعضهم بعضا، ومع ذلك تثير هذه التطورات بعض التحديات والحواجز اللي تؤثر علي العلاقة بين الانسان واستخدام عقله، فمثلاً انحراف الانتباه بسبب التفاعل المستمر مع الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي مما يشتت الانتباه عن الأنشطة التي تتطلب تركيزًا عاليا وتفكير عميق، فقدان الاتصال الاجتماعي الحقيقي تسبب وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت فقدان الاتصال الحقيقي والتفاعل الاجتماعي الذي يعتمد على التفاعل الشخصي والتواصل غير اللفظي.

وأضاف "عبد النعيم" أن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يؤدي إلى آثار سلبية على الإنسان مثل تدمير التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية ويحدد الفرص التي يمكن أن يظهر فيها إبداعه، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا يقلل من حاجة الفرد في استخدام إبداعه ويفكر دائماً بشكل تقليدي، ويجب أن يكون لدينا وعي بتأثير التكنولوجيا علي حياتنا ونبذل جهداً لتحديد الحدود واستخدام التكنولوجيا بشكل متوازن وذكي، مما يسمح لنا بالاستفادة من فوائدها دون التضحية بإظهار إبداعنا في الأعمال اليومية.


خطر شديد

وأوضحت الدكتورة سوزان سعد، مدرس مساعد الصحة النفسية في كلية التربية بالجامعة الأفروأسيوية، أن الاستخدام السلبي والمفرط للتكنولوجيا يضر الأذن والعين و ناقلات المخ العصبية حيث يصدر من الهواتف النقالة وشاشات الحاسوب إشاعة تؤثر تأثير سلبي عليهم، كما أن التكنولوجيا الحديثة أثرت على جودة وألفة العلاقات حيث أصبحت الناس تكتفي برسالة واتس آب للتهنئة أو للتعزية أو لنقول "نحن بخير" فأصبحت العلاقات الحميمية في خطر شديد بسبب التكنولوجيا، لأن التواصل بين البشر بعضهم بعضا مسألة مهمة، فالعقول خلقت لتكمل بعضها بعضا.

وأكد الدكتور جمعة جاسم السبعاوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة الموصل بالعراق، على أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تؤثر سلبًا على أعمال الإنسان اليومية وقدرته على إظهار إبداعه فيها بعدة طرق، ومن بين الآثار السلبية المحتملة التشتت، وانتشار الانتباه وقلة الوقت والانشغال، والاعتماد على الآلات.


وأوضح أنه من طرق التغلب على هذه الآثار السلبية، يمكن اتباع بعض الإجراءات: مثل تحديد وقت محدد لاستخدام التكنولوجيا والالتزام بتوجيهات الاستخدام الصحيح، وإنشاء مساحات واحدة خالية من التكنولوجيا للعمل والإبداع،  والممارسة النشطة ؛ للتأمل والاسترخاء لتحسين التركيز وتجديد الطاقة الإبداعية، والتفاعل والتواصل مع الطبيعة والفنون والأنشطة الإبداعية التقليدية لتنمية الإبداع والتفكير العميق، وتحديد أولويات وأهداف واضحة وتنظيم الوقت بشكل فعال لتحقيق الإبداع في الأعمال اليومية.


الإدمان الرقمي وتعزيز الوعي

وتابع الدكتور جمعة السبعاوي بأن التكنولوجيا الحديثة قد أحدثت تأثيرًا كبيرًا على البشرية، وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي قدمتها، فإنها أيضًا تسببت في بعض الأضرار النفسية والعقلية أيضا ومنها  الإدمان الرقمي، والقلق والاكتئاب، ونقص التركيز والانتباه، وانعدام النوم، والتوتر والتشتت، والتأثير على التفاعل الاجتماعي ويجب أيضًا أن يتم التعامل مع التكنولوجيا بشكل مسؤول وتوفير بيئة صحية للاستخدام، وتعزيز الوعي بأهمية التوازن والاستخدام السليم للتكنولوجيا في المجتمع.



ولفت إلى أنه من طرق التغلب على الآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة على صحة الإنسان النفسية وسلامة عقله وتفكيره، الوعي والتحكم في استخدام التكنولوجيا، وإنشاء فترات منعزلة من التكنولوجيا، والممارسة النشطة للتواصل الواقعي ‏الاستراحة الرقمية، وممارسة النشاطات الإبداعية، والاهتمام بالصحة العامة.


وأشارت الدكتورة نجلاء فؤاد، أخصائية علم الاجتماع، إلى أنه مع وجود القليل من القواعد التنظيمية المتبعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد حذر الخبراء من أن تطوره السريع قد يكون خطيرا، حتى أن البعض قال إنه يجب وقف أبحاث الذكاء الاصطناعي، وقالت نصا " إن البشر لا يمكن استبدالهم" مهما وجد العديد من الروبوتات و الآلات؛ لأنه من المستحيل أن تعادل أي آلة العقول البشرية.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button