هل التكنولوجيا عائقا أم داعما للإبداع البشري؟

كتبت: منة الله أحمد إبراهيم

تختلف أشكال الوظائف والمهام في جميع أنحاء العالم، ولكن من الغريب هو كسر الحواجز بين الإنسان والحيوان فيما يتعلق بذلك، حيث أصبح لعدة أنواع من الحيوانات مهن خاصة بها، وتقوم بها بشكل أفضل أحيانًا مما قد يفعله الفرد العادي، إذا استطاع القيام بها من الأصل، ونعرض في هذا الموضوع بضع نماذج لن تصدقها لحيوانات مع وظائف فريدة.

تقفي آثار الألغام بالفئران والدلافين

يمكن أن تكون مناطق الحرب مليئة بالألغام حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات، وقد يكون اكتشاف مكان دفن هذه الأجهزة أمرًا صعبًا للغاية، وذلك بسبب طريقة دفنها الجيدة وهنا يأتي دور الجرذان الإفريقية، وتتمتع هذه الحيوانات بحاسة شم قوية تسمح لها باكتشاف الألغام الأرضية تحت التراب في حين يضمن حجمها الصغير أنها لن تقوم بتفجير الألغام الأرضية إذا مشت عليها، وعندما يتعلق الأمر بتهديد الألغام تحت الماء، تلجأ البحرية الأمريكية إلى تدريب الدلافين، حيث ساعدت في الدفاع عن السباحين واكتشاف الذخائر المحتملة في الماء، بشكل أكثر احترافية مع التدريب المناسب.

تنظيف الأنابيب ومد السلوك بمساعدة النمس

تعتبر حيوانات النمس أو ابن مقرض هي اليد اليمنى للكهربائيين الغرب، وقد ساعدت هذه المخلوقات في بناء الأعمال الكهربائية لعقود من الزمن، لأنها صغيرة الحجم وذكية بما يكفي لحمل وتمرير الأسلاك أو الكابلات عبر قنوات لا يستطيع البشر تركيبها،.بالإضافة لمساعدتها في تنظيف الأنابيب الطويلة من خلال ربط فرشاة في الذيل تسير معه طول الطريق لإزالة الأوساخ وجذبها بالطعام في نهاية الأنبوب لتسير لأخره. 

إسقاط الطائرات بلا طيار المعادية بالنسور

واجهت العديد من القوات والجيوش مشكلة في التخلص السريع من طائرات الدرونز بلا طيار، حتى لجأوا في النهاية إلى الطيور، تستطيع هذه النسور رصد الطائرات بدون طيار على بعد آلاف الأمتار، ويتم تدريب هذه الطيور الجارحة في قواعد القوات الجوية، معتادون بالفطرة على التعامل معها منذ فترة الولادة والتغذية إلى مرحلة الطيران، ثم يتم إحضارهم إلى أحد الحقول لاعتراض الطائرات، وفي المقابل تتم مكافأتهم باللحوم، وتعتبر النمور أكثر أمنًا من الحلول الأخرى مثل: استخدام الشباك للقبض على الطائرات.

رعاية وحراسة الماشية باستخدام الحمير

علي عكس المتعارف عليه فأن الحمير كائنات ذكية وتجيد الدفاع عن نفسها وعن منطقتها، فبالتالي الحمير تعتبر عدوانية بشدة تجاه الحيوانات المفترسة التي قد تقترب منها، وقد توفر حماية غير مباشرة للحيوانات الأليفة والماشية، وهي أكثر نجاحاً في حماية الماشية في المراعي الصغيرة والمستوية، حيث يستطيع الحمار رؤية كل المنطقة أو معظمها من مكان واحد، ويتم استخدام الحمير كبديل عن كلاب الرعي أحيانًا بسبب سهولة تدريبها ورخص تكلفة رعايتها مقارنة بالكلاب، ومع مميزاتها إلا أنها لا تجيد مهاجمة أكثر من هدف في نفس الوقت.

تجنب الحساسية وإرشاد المكفوفين مع الكلاب

تعتبر الكلاب من أفضل الكائنات للقيام بمهام مختلفة بفضل ذكائها، ووفائها، وإمكانية تدريبها العالية، ومؤخرًا توسع مجال وظائفها بشكل كبير، فأصبح من السهل الآن على الأفراد الذين يعانون من حساسية قاتلة من الفول السوداني اقتناء كلب يساعدهم على تجنبها بالكامل؛ لأنه قد يكون من المستحيل أحيانًاعلى الأشخاص اكتشاف آثار دقيقة للفول السوداني، ولكن يمكن للكلاب بفضل حاسة الشم المتفوقة لديها، مما يحافظ على سلامة الشخص المصاب بالحساسية ويمكن أيضًا تدريب الكلاب على إرشاد المكفوفين في الطريق وتجنبهم للعقبات، بالإضافة لإحضار الطلبات المختلفة مثل: عصا العمى، أو زجاجة مياه، أو يكون الكلب مرافق لصاحبه طول الوقت لتلبية احتياجاته.