فنانة متعددة المواهب وبطلة رياضية
تكريمات وجوائز على مستوى الجمهورية.. وتفوق دراسي
كتبت: دعاء سيد
صفاء طه عبد اللطيف فتاة من ذوي الهمم، تعتبر نموذج مشرف للفتاة المصرية نظرًا لما تتمتع به من إرادة قوية ومواهب متعددة أهلتها لحصاد الكثير من الجوائز. في كل مرة تنظر إلى صفاء ستلاحظ شيئاً ثابتاً لا يتغير إلا وهو وابتسامتها العريضة المشرقة، فهي ليست مجرد فتاة من ذوي الهمم ولكنها إنسانة حالمة، تتحلى بقلب مليء بالتفاؤل والمثابرة، جالسة علي كرسي متحرك وأحيانًا تكون نائمة، ولكنها تبدو كما لو كانت تطير بأعينها وتعبر بملامح وجهها كفراشة حرة، عند محادثتك معها للوهلة الأولي ستعلم أنك تتحدث مع شخص على قدر كبير من الثقافة والتعليم، يتميز أسلوبها بالرقي والإقناع، ولديها القدرة على تبسيط الأمور واجتياز الصعاب بعون الله ثم إرادتها القوية التي تزداد رسوخاً مع تقدمها في العمر.
ولدت صفاء بمنطقة المريوطية بمحافظة الجيزة، ومنذ يومها الأول في الحياة وهي تعاني من اعوجاج في العمود الفقري وتيبس المفاصل، وبحياة شعارها التحدي بدأت رحلتها الدراسية بمدرسة حافظ إبراهيم الابتدائية، إذ لم تقبل عائلتها يوماً أن تجعلها ضمن طالب الدمج، وبالفعل أصبحت طالبة مميزة منذ اللحظة الأولى، حيث شاركت في العديد من مسابقات القراءة، وإلقاء الشعر، وكتابة القصة القصيرة، حتى مسابقات الرسم فمنذ طفولتها وهي تحب الفنون وخصوصا الرسم والتمثيل الصوتي، وهو الأمر الذي جعلها تحتل المراكز الأولى على مستوى الجمهورية وإدارة مصر التعليمية المختلفة وجامعة القاهرة، وتحصد العديد من الميداليات وشهادات التقدير والجوائز.
في كلية الاعلام
صفاء الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الأعلام جامعة القاهرة، منذ التحاقها بكلية الاعلام لم تكن مجرد طالبة عادية، ولكنها لفتت جميع الأنظار إليها منذ يومها الأول. وهذا طبيعي فقد كانت صفاء مجتهدة ومتفوقة دراسياً منذ الصف الأول الابتدائي، كما حصلت على مجموع %82 في الثانوية العامة بالنظام الجديد، والتحقت بكلية أحلامها كلية الاعلام جامعة القاهرة، وأوضحت أنها لم تواجه أي صعوبة أثناء تقديمها الامتحان القدرات أو طلب الالتحاق بالكلية.
وأضافت صفاء في حديثها لنا أن الكلية متفهمة تمامًا لحالات ذوي الهمم وتعمل على راحتهم التامة أثناء تلقي العلم داخل الحرم الجامعي، كما تقيم الكثير من المسابقات والفعاليات الخاصة بذوي الهمم، وقد أشادت حنان جنيد عميدة الكلية بفوز صفاء بالمركز الثاني على مستوى جامعة القاهرة بدوري المعلومات والذي تنظمه رعاية الشباب لذوي الهمم، وبفوزها بالمركز الأول في مسابقة الفنون التشكيلية، والمركز الثاني في مسابقة التمثيل، والمركز الثاني في مسابقة كتابة القصة القصيرة.
مواهب وجوائز
ونظراً لحب صفاء وتعلق ها بالفنون والثقافة شاركت في العديد من المعارض الفنية بالأوبرا ومتحف طه حسين، وساقية الصاوي، ومتحف سعد زغلول، كما حصلت على المركز الأول على مستوى محافظة الجيزة، والمركز الرابع على مستوى الجمهورية في مجال القصة القصيرة، كما أنها متذوقة جيدة للشعر، وتهوى حضور الكثير من ال ندوات الشعرية، كتلك التي تستضيفها مكتبة مصر العامة، حيث إنها تتحدث الإنجليزية بطالقة.
تزامن حبها للرسم مع تعلمها كيفية إمساك القلم بفمها، فلم تستخدمه في كتابتها فقط، بل في تحريكه والتعبير عما بداخلها من مشاعر وتجسيدها على الورق وإنتاج رسومات فريدة، فازت صفاء بالمركز الأول في مسابقة الرسم الهندي التي نظمتها وزارة التربية والتعليم مع السفارة الهندية وكرمها السفير الهندي شخصيًا، ليس هذا فحسب، فصفاء تعتبر بطلة رياضية في رياضة البو تشيا bocci وهي لعبة رياضية نظمها الاتحاد المصري لذوي الشلل الدماغي والاعاقات الأخرى، وحصلت فيها صفاء على المركز الثاني في بطولة أفريقيا بجوهانسبرج.
وفي بيان صادر عن وزارة الشباب رئاسة مجلس الوزراء المصري، هنئ وزير الرياضة صفاء بفوزها بمسابقة الفنون التشكيلية على مستوى جامعة القاهرة، وأكد أن صفاء تعد نموذجا إيجابيا على الإصرار والتحدي، والقدرة على النجاح والتفوق والتميز بين زملائها، وحرصها على التزود بالعلم وتطبيق ما تدرسه عمليا من خلال ممارسة مهنة الاعلام، وكذلك تفوقها الرياضي والفني في المجالات التي تبدع بها، من المؤكد أن قصة صفاء ملهمة ومثال للتحدي والارادة الحرة في تحقيق الأهداف، فلم تكن أحلامها لتصبح حقيقة لولا سعيها واجتهادها الدائم ودعم عائلتها لها، وختامًا نتمنى كل التوفيق لصفاء حتى تصبح أكثر نجاحًا وإلهامًا لكل من حولها.