السجون باتت "أسوار" لبيئة مناسبة تصحح مسار السجين
كتبت- سارة
الصواف وسمية أسامة وأمنية هشام
مركز النطرون.. بداية جديدة
شهدت مصر في الأعوام الأخيرة تطورًا كبيرًا في الكثير من نواحي الحياة، من أجل تحقيق النفع لجميع مواطنيها، ولهذا سعت الدولة لإصلاح وتطوير مقيدي الحرية في السجون المصرية، لجعلهم بعد ذلك مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم ووطنهم، ولتحقيق الأهداف المنشودة، ولهذه افتتحت وزارة الداخلية في أكتوبر ٢٠٢١ مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون الجديد، والذي يعتبر نموذج متطور سوف يتم الاعتماد عليه لاحقًا.
تدير وزارة
الداخلية مركز الإصلاح وفقًا للمرجعيات القياسية العالمية في حقوق الإنسان، ويعمل
المركز بهدف إعداد بيئة مناسبة لتصحيح مسار السجين ومعالجة أسباب انحرافهم
للجريمة، وفي إطار هذه الأهداف، صُمم المركز كأحد أكبر المراكز في العالم، وتتم
إداراته بتقنيات الحديثة من داخل مبنى القيادة المركزية المتواجد في وسط المراكز،
تحيط به ٦مراكز بشكل دائري، داخل كل مركز تُتاح تهوية متجددة وإنارة طبيعية على
مدار اليوم للنزلاء، مع تأكيد مراعاة المساحة المناسبة داخل العنابر لكل نزيل
وفقًا للمعاير الدولية.
وداخل كل غرفة من غرف المركز توجد غشاشة عرض، تضم العديد من البرامج الترفيهية والرياضية والثقافية، من أحل تثقفيهم والترفيه عليهم، ولكي ننهض بأي شخصية فلا يجب إغفال الجانب الديني ودوره في تهذيب النفس، لهذا احتواء المركز على عدد من المساجد والكنائس، إضافة إلى وجود أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتأكيد لا يخلو من ورش للتأهيل وقاعات للتناول الطعام.
ولكي يتم لإصلاح الفكري للنزلاء، وفر المركز مكتبة ليستطيع النزيل أن يقضي أوقات فراغه بداخلها منخرطًا في القراءة، منشغلًا بالتحصيل الدراسي، حيث تعاونت وزارة الداخلية مع وزارة التربية والتعليم لإعداد مدارس للتعليم الفني والزراعي والصناعي، إضافة إلى عدد من الفصول الدراسية، حتى يستطيع السجين تعويض ما فأته من التحصيل العلمي.
وللاهتمام بتنمية مهارات النزيل فتم إنشاء أماكن مخصصة، لتمكنه من ممارسة هوايته من الحرف اليدوية أو الهوايات الفنية، أو تنمية المهارات الرياضية اعتمادًا على عدد من الملاعب الرياضية المختلفة، ولم يغفل المركز عن أي جانب، إذ أعد عدد من حضانات الأطفال حتى تستطيع الأم الاحتفاظ بطفلها الرضيع.
ولأن الصحة
الجيدة تعتبر أهم ضامن للحياة كريمة، فأنشأت الوزارة مستشفى مركزي مجهز بأحدث
الأجهزة والتقنيات، يستوعب ٣٠٠سرير، إضافة إلى ٢٨ سرير رعاية مركزة وغرف للعزل
والطوارئ، وأيضًا صيدلية مركزية، ووحدة للغسيل الكلوي، وقسم خاص للمعامل التحاليل
والأشعة، وعيادات متخصصة، وعدد من حضانات الأطفال، إشارة إلى وجود مركز مشورة خاص بمرضى الإدمان والإيدز تحت إشراف مكتب
الأمم المتحدة.
برج العرب.. شاهد على التطوير
في إطار سعي الدولة للتخلص من السجون القديمة والمتهالكة، وفي إطار تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بدأت في إنشاء منظومات جديدة للسجون، وكذلك اتخذت الدولة مسار تعديل للسجون، حيث تم تعديل سجن برج العرب ليحظى مقيدي الحرية داخل السجون بالخدمة التي تجعلهم يقضون فترة العقوبة في إصلاح أنفسهم.
وسعت الدولة لتطوير
مستشفى السجن حيث أنها أصبحت مستشفى على طراز معماري فريد، تحتوي على كافة
الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة، وبها طاقم أطباء وتمريض على أعلى مستوى، داخل
أسوار سجون برج العرب، تعمل على فحص النزلاء باستمرار وتقديم العلاج لهم.
ويتم تطهير العنابر وكافة مباني السجن باستمرار، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية المعمول بها، واجراء عمليات جراحية، ويمكن نقل المريض لمستشفيات خارجية اذا تطلب الأمر.
وشهدت سجون
مصر مؤخرًا عملية تطوير، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق، تؤكد التزامها
بتنفيذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان في ملف السجون، حيث توفر غذاء صحى للسجناء
ومشروعات صناعية وزراعية وإنتاجية من مزارع الانتاج الحيواني والداجنى والسمكي والتي
تُعد من أهم سُبل تنفيذ برامج التأهيل للنزلاء، وما من سبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتي
الغذائي للسجون إلا لما يقوم به قطاع السجون من عمليات التطوير للمشروعات القائمة
والتوسع في إنشاء مشروعات جديدة يمكن من خلالها استيعاب أعداد أكبر من النزلاء
سعيًا لتحسين أحوالهم المادية وتأهيلهم على النحو الأمثل.
وعمليات التطوير التى شهدتها السجون، لم تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت وصولًا لوجود إجراءات صحية للنزلاء بشقيها الوقائي والعلاجي، فبمجرد أن تطأ قدم السجين السجن يلقى رعاية طبية اذا استلزم الأمر، سواء من خلال مستشفيات السجون أو مستشفيات وزارتي الصحة والتعليم العالي في حالة تفاقم الأمر.
وفى هذا
الصدد، حرص قطاع السجون على زيارة الطاقة الاستيعابية للأسرة الطبية وعدد ماكينات
الغسيل الكلوي وغرف العمليات للاهتمام بصحة السجناء، وتم استحداث عنابر جديدة
للنزلاء من ذوى الاحتياجات الخاصة وتجهيزها على النحو الذى يلائم حالتهم الصحية.
ضم السجن مجمع الملاعب، (ملعب كرة قدم خماسية،
ملعب كرة سرعة، ملعب تنس)، وأقيمت مباراة بين فريق الاتحاد السكندري ونزلاء سجون
برج العرب، بمشاركة عدد من قدامي اللاعبين.
.. والدراما المصرية توثق أوجه الإصلاح
سنعرض بعض
الأعمال الدرامية التي ركزت على إظهار السجون المصرية بشكل متطور وخاصة بعد
التجديدات التي حدثت بها:
مسلسل "صوت وصورة"
هو مسلسل
مصري، تدور الأحداث حول "رضوى" بنت الطبقة الفقيرة التي تحاول العثور
على فرصة عمل لسداد ديون زوجها، فتعمل عند طبيب أسنان معروف، ولكنه يحاول التحرش
بها فتُقرر الإبلاغ عنه، لذلك يستغل نفوذه ولنفي هذه الاتهامات عنه واتهامها
بالكذب. ثم يُعثر على الطبيب مقتولاً، وبالطبع أول من يتم اتهامه هي رضوى، وتدور
الحلقات حول محاولات رضوي الخروج من القضية وتبرئ نفسها.
وهو من
المسلسلات التي أظهرت السجون المصرية بشكل متطور وخاصة بعد تجديدها، فكان لـ
"رضوى" مشاهد كثيرة داخل السجن، في الزيارات التي وضحت أماكن الجلوس
المقسمة والكراسي الجديدة اللامعة، وفي حمامات السجن النظيفة والواسعة، ومطبخ
السجن المنظمة بشكل رائع.
والمسلسل من
بطولة حنان مطاوع، وصدقي صخر، ونجلاء بدر، ووليد فواز، وعمرو وهبة، ومراد مكرم،
وولاء الشريف، وآخرون.
مسلسل "بين السطور"
تدور الاحداث
حول "هند سالم" الإعلامية، التي رغم نجاحها المهني وحياتها الزوجة
المستقرة، وتحيط بعض جوانب حياتها الخاصة بالكتمان، لكن تتعقد الأمور عند وقوع
جريمة، وتجد نفسها مضطرة لمواجهة ماضيها بعدما اعتقدت أنها تجاوزته. أظهر المسلسل
جوانب تطور السجون المصرية، حيث كان يوجد في أحد الزنزانات شاشة تلفزيون، وهذا ما
أثار سخرية الفنانة "سماح أنور" حيث قالت "بحب مسلسل بين السطور جدًا
بس وأنا بتفرج لقيت المشهد ده، المسجون قاعد بيتفرج على برنامج في التلفزيون وهو
على السرير، والتلفزيون شكله شيك آخر حاجة، وجميع اللحفة من أريكة، السؤال هنا بقى
ممكن عنوان السجن ده بليز".
وهو بطولة
مبارك، أحمد فهمى، محمد علاء، سلوى محمد علي، وليد فواز، ناردين فرج، سلمى أبو
ضيف، باسل الزارو، ليلي عز العرب، على الطيب، دنيا المصري، محمد الصاوي، وعدد آخر
من الفنانين.
مسلسل "ضرب نار"
تدور الأحداث
حول سفر "جابر" من الصعيد إلى القاهرة بسبب الثأر، يلقيه القدر في طريق
"مهرة"، وهي مرأة مكافحة تربي شقيقيها، وتحدث بينهما قصة حب ويواجهان
العديد من التحديات. وعرض المسلسل بعض المشاهد داخل السجن، وظهر فيه أماكن تناول
الطعام وكانت نظيفة ومرتبة، وأوضح الفنان "أحمد العوضي" أنهم كانوا
يصورون المسلسل بسجن وادي النطرون، وكان ذلك أول مسلسل يتم تصوره داخل هذا السجن.
وهو بطولة
ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي، ماجد المصري، هدى الاتربى، سهير المرشدي، دنيا المصري،
اسراء رخا، أحمد غزى، ايمان السيد، بدرية طلبة، أحمد عبد الله، تيسير عبد العزيز،
تامر مجدى وآخرين.