كتب: آلاء الطباخ، وهبة المنزلاوي، وأحمد العباسي
هناك عدة
أسباب لارتفاع الأسعار. بعض الأسباب الرئيسية تشمل زيادة تكاليف الإنتاج والنقل،
وتقلبات في أسعار المواد الخام، وتغيرات في العرض والطلب، كما يمكن أن تؤثر
العوامل الاقتصادية والسياسية على الأسعار أيضًا. عندما ترتفع الأسعار، فإنها تؤثر
على الاقتصاد بعدة طرق قد تؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة وتقليل قدرة الناس على
شراء السلع والخدمات، كما يمكن أن تؤثر على الاستثمار والإنتاج، حيث يمكن أن
يتراجع الاستثمار وتتأثر الشركات بتكاليف إنتاج مرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي
إلى زيادة التضخم وتقليل قوة الشراء للعملة.
ولذلك
عندما يحدث ارتفاع في الأسعار، يمكن اتخاذ عدة سياسات للتحكم فيها. بعض هذه
السياسات تشمل زيادة الإنتاج لزيادة المعروض، وتنظيم الأسعار لمنع الاحتكار،
وتطبيق سياسات نقدية للحد من التضخم، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية. هذه
السياسات يمكن أن تساهم في تحقيق استقرار الأسعار.
في
البداية، قالت إسراء محمد، الموظفة بأحدي المنشآت الرياضية الخاصة، أن الجميع
يعاني من تقلبات الاسعار المفاجئة لأن ذلك لا يعتمد على فئه معينه وانما يضرب جميع
الفئات فالاستهلاكات اليومية هي أكثر ما ينفق عليه المواطنون اموالهم من الغذاء
ومواصلات و بنزين وغير ذلك والمشكلة الحقيقية في وجهة نظرها أن زيادة الاسعار لا
تمثلها زياده في الاجور سواء في المنشآت الحكومية أو حتى الخاصة ذلك ما يؤدي
بالمواطن أن يقع ضحية سهله أمام التجار وجشعهم ايضا بالحديث عن التجار اكدت أن
التجار سبب رئيسي من اسباب الازمات الاقتصادية وذلك عن طريق احتكارهم لبعض الاشياء
ثانيًا لا يمكن أن نحمل الحكومة عبء غلاء الاسعار بمفردها فهي ايضا تقع فريسه
وضحيه لتقلبات الخارجية والمشكلات العالمية والسياسية والاقتصادية كذلك لا يمكن ان
ننسى او ان نغفل المحاولات الكبيرة للحكومة لمحاوله تحجيم تلك المشكلات وعدم ادخال
البلاد في نفق المظلم لن يخسر فيه أحد إلا المواطن والدولة المصرية فقط.
من الماضي للحاضر
كما أكدت
هويدا سعيد، وكيلة بإحدى المدارس التجريبية للغات، تبلغ من العمر 58 عامًا، أن كل
شئ اختلف كثيرًا عن الماضي، ولكن الاختلاف كان للأسوء، لأن في الماضي كانت الحياة
بسيطة وسلسلة وهادئة بعكس الحياة اليوم التي اصبحت عسيرة ومرهقة، والسبب الأكبر
الذي جعل الحياة معقدة في يومنا هذا هو غلاء الاسعار، الذي يعتبر كارثة كبيرة أثرت
على حياتنا ومستوى معيشتنا واحتياجاتنا ومتطلباتها، فكل شئ الآن أصبح صعب بعكس
أيام زمان، فالموظف الآن مرتبه لا يتحمل مسؤولية أسرة بأكملها، فالآن الموظف يحتاج
أضعاف مرتبه لكي يتعايش مع الواقع ويلبي احتياجاته واحتياجات أسرته، فأتمنى أننا
لو استمررنا على هذا الغلاء الباهظ، على الأقل يجب أن تتحسن مرتبات الموظفين
والمعاشات بنسبة تتلائم مع ظروف الواقع الحالي.
وقال
مصطفى فرحات، عامل بمدرسة ثانوية، يبلغ من العمر 50 عامّا، أن غلاء الأسعار يجعلني
لا أستطيع توفير المتطلبات الأساسية إلا بصعوبة جدًا واسعى دائمًا للاستغناء عن
الأشياء الغير ضرورية، وأقوم بتوفير والبحث عن البديل وعند المنتج الأرخص والأقل
كفاءة وجودة وذلك يُعد عائق كبير لدي؛ لأنني لا استطيع سد احتياجات أسرتي من
المواد الغذائية، فأشُعر بأنني غير راضي عن غلاء الأسعار، لأنه يدمر الأسر ويعمل
فرق شاسع بين الطبقات الاجتماعية ويسبب في حدوث جرائم السرقة والقتل، ويعتبر سبب
أساسي في حدوث الطلاق في مصر، بالإضافة أيضًا أنه يؤثر بشكل كبير جدًا على الأجيال
القادمة، فأتمنى حدوث تنمية تحسن المعيشة.
الاحتكار وتخزين السلع
وأخبرنا محمود
أحمد، صاحب مصنع الوميتال، البالغ من العمر 35 عامًا، إن غلاء الأسعار شئ محزن
جدًا لا يستطيع الإنسان تحمله، لأنه اثر على حياتنا بدرجة كبيرة، وجعل بيننا وبين
متطلبات حياتنا سور وحاجز كبير في عدم القدرة على شراء مستلزمات معيشتنا، بالإضافة
أنني من الطبقة المتوسطة وأعاني كثيرًا من غلاء الاسعار، فماذا يفعلون أصحاب
الطبقة الفقيرة، ف بالتأكيد يعانون كثيرًا من هذه الأزمة، فعدم توفير بعض
المستلزمات الأساسية لهم، ذلك في حد ذاته كارثة وشئ محزن للغاية، ولا يستطيع أي
شخص تحمله، فأتمنى أن يكون هناك تحسين لمستوى معيشة أفضل، لكي نلبي احتياجات
ومتطلبات أولادنا ومنازلنا.
وقال إبراهيم نبيل، الطالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن غلاء الاسعار يرجع إلى عدة اسباب تتمثل في احتكار السلع من جانب التجار وجشعهم في زيادة أسعارها بشكل مبالغ فيه ايضًا الخوف المفرط للمواطنين العاديين في محاولتهم لتخزين تلك السلع خوفا من زيادات الأخرى وهذا ما يؤدي إلى ضغط في السوق السوداء وعجز للحكومة عن التلبية تلك الاحتياجات سواء بسبب التجار أو المواطنين ايضًا ارجع مصدرنا الأزمة الحالية إلى الضغط الخارجي من المؤسسات الدولية التي تمارس ضغطًا كبيرًا على السوق المصرية.
وحكى سمير
أحمد، وهو رب أسرة ويعمل موظفا في احدى شركات الاستيراد والتصدير، أنه في عمله قد
تواجهه مشكلات من حيث الجمارك والضرائب وغير ذلك مما يدفعه الى زياده الاسعار ومما
يؤدي بالتجار الى زياده الاسعار ايضا وحلقه متصلة من الزيادة وفي الاخير يثقل كاهل
المواطن العادي بسبب تلك الاسعار الجنونية ولا سيما تلك التي يستعملها المواطنون بشكل
دائما ومتجدد مثل بضائع الغذائية التي لا يمكن للمواطن ان يستغني عنها ابدا ايضا
ارجع الزيادات والقفزات إلى السوق العالمية التي تلعب دورا مهما في تحديد الاسعار
داخل الاسواق المحلية وايضا ازمات الدولار وغيره.
الاحتياجات الضرورية فقط
وأكد الشيخ
الدكتور محمد عبد العزيز سعيد، عضو نقابة قرّاء القرآن الكريم بجمهورية مصر
العربية من محافظة البحيرة، أن غلاء الأسعار بكل صراحة شيء محزن جدا لكل طبقات
المجتمع فقد أثر غلاء الأسعار على حياته بأن جعله يحاول التعايش معه بقدر الإمكان،
لكنه بكل صراحة لا يستطيع شراء كل ما يلزمه، ولا يستطيع توفير كل أساسيات الحياة
بسبب غلاء الأسعار لكنه يشتري منها الضروري جدا وفقط، وبمعنى آخر السلع الأهم فقط
وليست المهمة، وأضاف إن الحلم الذي لم يستطع تحقيقه لأبنائه بسبب غلاء الأسعار هو
عدم مقدرته الآن على شراء سيارة خاصة لتنقلات الأسرة والأولاد.
وأشار
إلى أن مستوى معيشته الآن في ظل هذا الغلاء الرهيب للأسعار هو المستوى الأقل من
المتوسط لعامة الشعب، وقال إن ما يتمنى حدوثه لتحقيق مستقبل أفضل لأبنائنا وأسرتنا
هو أن يزداد الناتج المحلى من السلع والخدمات المصرية وتكفي أفراد المجتمع وتزيد
على ذلك ومن ثَمّ زيادة الصادرات المصرية، وبالتالي ارتفاع مستوى الدخل القومي
والمعيشة، وبالتالي انخفاض الأسعار، وانتعاش مستوى المعيشة داخل المجتمع المصري
ككل.
وأوضح
طلال أبو إسماعيل، عمدة قرية منيا القمح بمحافظة الشرقية، أن الغلاء المعيشي
للمواطن المصري فى تعدد فئات المجتمع المدني، الكل يعاني من الغلاء المعيشي سواء
من متوسط الحياة أو تحت الفقر حتى المستوى الأول والثاني والثالث والرابع، كلهم
يعانون ولكن بعد حزمة الإجراءات الأخيرة سوف يستقر السوق المحلي، ونعرف نتعايش مع
حالة الفقر المحتمل، فيما أكد محمود قنديل، الخطيب بوزارة الأوقاف بمحافظة
القليوبية، على أن ارتفاع الأسعار أثر على الطبقة الكادحة وكل ذلك بفعل احتكار
السلع وتعطيش السوق الذي أثر على كل شيء.
حلول اقتصادية
واخيرًا،
أوضح لنا الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن غلاء الأسعار له تأثير كبير على
معيشة الناس، خاصة الطبقات المتوسطة والفقيرة حيث يؤدى إلى تقليل القدرة الشرائية
حيث عندما ترتفع الأسعار، يجد الأفراد صعوبة في شراء السلع والخدمات الأساسية التي
يحتاجونها بشكل يومي ، وقد يؤدي ذلك إلى تقليل القدرة الشرائية لديهم وتأثير سلبي
على مستوى معيشتهم، ارتفاع تكاليف المعيشة: يزيد غلاء الأسعار من تكاليف الحياة
اليومية، مثل تكاليف الغذاء والإسكان والنقل ، وقد يضطر الأفراد إلى تخصيص نسبة
أكبر من دخلهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يقلل من إمكانية الادخار أو
الاستثمار في مجالات أخرى، وأحلام البسطاء بالحصول على أساسيات الحياة تصبح أكثر
صعوبة مع غلاء الأسعار الشديد في الآونة الأخيرة للأسباب التي ذكرتها سابقا ، حيث يجد الأفراد صعوبة في تلبية احتياجاتهم
الأساسية، وتحقيق تطلعاتهم البسيطة، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط النفسي والتوتر
في المجتمع، وتقليل الثقة في الحكومة والنظام الاقتصادي.
وتابع
بأنه يمكن اتخاذ عدة إجراءات من خلال سياسات مالية ونقدية حيث يمكن للحكومات اتخاذ
إجراءات للحد من التضخم وضبط السياسات المالية والنقدية ، حيث يمكن تنفيذ سياسات
تحفيز الاستثمار وتعزيز الإنتاجية الاقتصادية للحد من الأسعار، دعم القطاعات الأساسية حيث يمكن تقديم الدعم
المالي والتسهيلات للقطاعات الأساسية مثل: الزراعة والصناعة والنقل والطاقة. هذا
يمكن أن يحسن الأمور والوصول إلى المنتجات الأساسية ويقلل من الأسعار، تشجيع
الاستثمار والابتكار من خلال تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا
والابتكار. يمكن أن يسهم ذلك في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات، مما يساهم
في تقليل التكاليف والأسعار، وتعزيز الشفافية في النظام الاقتصادي ومكافحة الفساد،
مما يساهم ذلك في تحسين الثقة والاستقرار الاقتصادي، بما يمكن أن يؤدي إلى تقليل
الأسعار، وتعزيز التعليم والتدريب لرفع مستوى المهارات وتوفير فرص العمل الأفضل،
مما يعزز الدخل ويسهم في تحسين القدرة الشرائية للأفراد.