من بحري لقبلي..
قرى مهمشة لا تصل إليها الخدمات الاجتماعية
قرى معزولة.. وحرمان
من أهم سبل العيش
كتبت
: هدى عماد ، لارا أمير
تعتبر الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل
المياه والكهرباء والإنارة والأنترنت من الحقوق الأساسية التي يجب أن تكون متاحة لجميع
الأفراد دون استثناء لضمان رفاهيه المجتمع و تحقيق التنمية المستدامة . ومع ذلك، يواجه
العديد من الأشخاص والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم تحديات في الوصول إلى هذه الخدمات
الأساسية، مما يؤدي إلى وجود أماكن لا يصل إليها خدمات اجتماعية كافية أو في بعض الحالات
عدم وجودها على الإطلاق.
قد يكون السبب في الفقر و التهميش الاقتصادي
الذي تتعرض له الأشخاص في بعض البلدان النامية ، أو البناء الغير قانوني الذي يحدث
في كثير من القرى الان فلا يهتمون بالخدمات الاجتماعية ولكن يكون الهدف البناء فقط
ظناً منهم أن هذا يكفي للعيش.
يؤدي عدم وصول الانترنت إلى بعض الأماكن
إلى العزل الاجتماعي حيث يصعب عليهم الوصول إلى المعلومات و التواصل مع الأخرين
كما تؤثر على التنمية المستدامة حيث لا
تستفيد هذه المناطق الاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة للتطور التكنولوجي والاقتصادي
والاجتماعي، وهذا يخلق تحديًا أمام التعليم حيث يعتمد العديد من الطلاب والمعلمين على
الانترنت للوصول إلى المواد التعليمية والموارد التعليمية. لذا يُعرض الطلاب في المناطق
التي تفتقر للأنترنت لفرص أقل للتعلم عن بُعد والاستفادة من التقنيات الحديثة في التعليم.
يؤدي الافتقار للخدمات الاجتماعية أيضاً إلى تأثيرات بيئية حيث يصل الأمر إلى سوء إدارة
الموارد الطبيعية مثل المياه و الطاقة مما يسهم في تدهور البيئة والتلوث.
تتسبب هذه الظاهرة في الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث يعيش السكان في تلك الأماكن في ظروف قاسية تؤثر سلبًا على جودة حياتهم وتحد من فرصهم الاقتصادية والتنموية حيث يعاني السكان في الأماكن التي تفتقر المياه النظيفة و الصرف الصحي السليم من مشاكل صحية جسمية مثل نقص التغذية و الأمراض المعدية. إن عدم توفر الكهرباء والمياه والإنارة يؤثر على صحتهم وسلامتهم بشكل كبير، كما يؤثر أيضًا على فرص التعليم.
لذا، يعد فهم وتحليل الأسباب التي تقف وراء
عدم وصول تلك الأماكن لخدمات اجتماعية أمرًا بالغ الأهمية، حيث يتيح ذلك تطوير سبل
فعالة لتحسين الوضع وتوفير هذه الخدمات الأساسية لجميع الأفراد بغض النظر عن مكان إقامته.
تحديات التواصل في القرى
قالت جنة
حسين
عبدالعزيز
البالغة
من
العمر
٢٥
عامًا، كنت
في
طفولتي
أعيش
في
محافظه
المنيا
و
لكن
كان
منطقه
يصعب
الوصول
فيها
إلى
الانترنت
و
كنت
أشعر
كثيرًا أني
معزولة
وأن
هناك
سوراً
بيني
وبين
أقاربي
الذين
يعيشون
في
القاهرة
لأني
إذا
أردت
التواصل
معهم
و
التحدث
معهم
كان
هذا
يحدث
عندما
أسافر
لهم
وكان
من
الصعب
جدًا
التحدث
معهم
بسبب
سوء
و
افتقار
خدمات
الانترنت
في
هذه
المنطقة
وهذا
كان
يعوق
معرفتي
بمعلومات
كثيره
كنت
أحتاجُها
في
هذه
الفترة،
الانترنت
من
أهم
التطورات
التكنولوجية
التي
يجب
أن
تكون
في
كل
الدول
والقرى
وحتى
النامية
منها
لأنها
أصبحت
ضرورة
لا يمكن
العيش
بدونها
فتشعر
بأنك
في
معزل.
الكهرباء و سلامة الاشخاص
كما
أضافت نورهان طارق
جمال،
البالغة
من
العمر
٢٦: عندما
تزوجت
ذهبت
للعيش
مع
زوجي
في
احدى
قرى
الصعيد
ولكن
وجدت
اختلافاً
كبيراً
بين
العيش
هنا
وهناك
وكان
هناك
افتقار
للكهرباء
في
الطرق
و
هذا
يشكل
خطراً
كبيراً
خاصة
طرق
السفر
فعندما
نذهب
هناك
في
الليل
لا
نرى
إلا
ظلام
و
اضاءات
السيارات
التي
امامنا، بالطبع
سارت
حوادث
كثيره
على
الطريق
لأن
السائق
يرى
بصعوبة
جدًا
إذا
كانت
السيارة
التي
يرى
اضاءتها
تسير
بنفس
خطه
أم
مقبله
عليه،
لذا
يجب
وضع
خطط
تنمية
تهدف
إلى
تزويد
كل
الطرق
خاصة
طرق
السفر
بالكهرباء
و
العواميد
حتى
نقلل
من
الحوادث.
حنفية البلدية
وضح
كريم أحمد،
من
جمعية
ابناء
بالمنصورة
للتنمية
الشاملة، أن هناك
مناطق
لا
يصل
إليها
خدمات
اجتماعية
ولكن
الموضوع
ليس
منتشر
مثلما
كان
،
فهو
الان
ليس
ناتج
من
الفقر
فهناك
مناطق
زراعية
تكون
خارج
الحيز
العمراني
لا
يصل
إليها
الخدمات
الاجتماعية
لأنها
ليست
مرخصة
أو
ليست
قانونية
،
أما
كل
المناطق
الان
التي
توجد
داخل
الحيز
العمراني
يصل
إليها
الخدمات.
في
السنين
الماضية
كانت
هذه
المشكلة
مرتبطة
بالفقر
وكان
يوجد
بيوت
داخل
الحيز
العمراني
لا
يصل
إليها
خدمات
اجتماعية
وكانت
تسبب
مشكلات
كثيرة
حيث
كانوا
إذا
أرادوا
المياه
يذهبون
ل
ما
يسمى
ب
" حنفية
البلدية"
وكانت
تحدث
مشكلات
بسبب
الدور
أو
بسبب
أخذ
المياه أما
الان
في
مرحلة
البناء
فالناس
تعرف
أنهم
في
وضع
غير
قانوني
وبالتالي
لن
يصل
إليهم
مياه
وكهرباء
هناك
العديد
من
الجمعيات
تعمل
على
توصيل
المياه
وتركيب
الوصلات،
ويجب
أخذ
الاجراءات
القانونية
التي
لها
علاقة
بالتراخيص
وأخذ
الموافقات
من
المجتمع
المحلي.
حياة كريمة
وأشاد ماهر روفائيل، المدير التنفيذي لجمعية أبناء مصر الحرة للخدمات الاجتماعية، بدور المبادرات والجمعيات في كسر السور بين القرى و الخدمات الاجتماعية، مؤكدًا أنه في الوقت الحالي لا يوجد الكثير من الناس محرومين من الخدمات الاجتماعية وهذا بسبب مبادرة حياة كريمة التي بذلت كل الجهود لتوفير الخدمات الاجتماعية في كل القرى، كان هناك كثير من المناطق لا يصل لها خدمات مثل الغاز الطبيعي و الصرف الصحي و الكهرباء ولكن مبادرة حياة كريمة أضافت لنا كل هذه الخدمات فنحن كنا لا نتخيل دخول الغاز الطبيعي أو الانترنت أو الصرف الصحي و لأننا في قرى تبعد عن المدينة ٢٠ كيلومتر ولكن بتكثيف الجهود أصبحت تقريباً كل القرى تمتلك هذه الخدمات، وهذا بخصوص القرى لأن المدن تتوفر فيها كل هذه الخدمات. يجب أن يكون لدى المجتمع المدني دور بالنسبة للمؤسسات الكبيرة التي تدعم توصيل الخدمات الاجتماعية ، وأن يكون لها دور في تركيب المياه لبعض المنازل التي لا توجد بها مياه، وأيضًا الجمعيات تساعد بدور كبير في حل مثل هذه المشكلات.