وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية

 


كتبت: آلاء الطباخ، وهبة المنزلاوي، وسمية أسامة


للطعام تأثير كبير على هوية وثقافات الشعوب، فهو يعكس القيم والعادات والتقاليد والتاريخ والبيئة الطبيعية للمجتمع، ومن أبرز تأثيرات الطعام على ثقافات الشعوب، الطعام كتعبير عن الهوية الثقافية يعكس الطعام الهوية الثقافية للمجتمع، إذ يرتبط بمجموعة من الرموز والدلالات التي تعكس تاريخ وثقافة المجتمع. على سبيل المثال، يرتبط الأرز بالمطبخ الآسيوي، والبيتزا بالمطبخ الإيطالي، والفول المدمس بالمطبخ المصري. بالإضافة أن الطعام يلعب دورًا مهمًا في العلاقات الاجتماعية، حيث يُستخدم في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل الأعياد الدينية والوطنية والأعراس، ويُستخدم الطعام أيضًا في بناء الروابط الاجتماعية، إذ يُستخدم في تبادل الهدايا وتقديم الطعام للضيوف.


 تُعد مصر من الدول ذات التنوع الثقافي والحضاري الكبير، والذي ينعكس على تنوع الأكلات الشعبية في كل محافظة، فكل محافظة في مصر لها أكلاتها الخاصة بها التي تميزها عن غيرها، والتي تعكس طبيعة المنطقة وتاريخها وثقافتها. وسنتعرف على أشهر أكلات محافظات مصر، والتي تتميز بتنوعها وتفردها. فهناك الأكلات البحرية في محافظات السواحل، والأكلات النباتية في محافظات الصعيد، والأكلات الشعبية المعروفة في جميع أنحاء مصر.


أشهر أكلات محافظات مصر

تعرفنا على أشهر الاكلات في محافظة القاهرة وكانت، الكشري، والمسقعة، والفول المدمس، والحمص، والبليلة. وبالإضافة أن أشهر الأكلات في الإسكندرية، الملوخية بالجمبري، والبوري والسنجاري، والجندوفلي، ومعظم المأكولات البحرية. وايضًا عرفت أسوان ب الجاكود أو الإتر، وهي عبارة عن ملوخية وبامية وشبت جميعهم جافين، ويتم طبخهم سويا ويمكن إضافة الشطة الأسواني الحارة معها، وتناولها مع الخبز المحمص.


بالإضافة أن أشهر الأكلات في الأقصر، "الكمونية" أكلة لا يعرفها الكثير حول مصر، ولكنها الأهم على مائدة الطعام في الموالد والمناسبات والاحتفالات في الأقصر، ومع قدوم شهر رمضان المبارك تقوم سيدات القرى والنجوع بتحضيرها لأسرهم لعشقهم الكبير لها، فهي الأكلة التي تجلب الدفء للمعدة وتساهم في تعويض يوم الصيام لما لها من قيمة غذائية كبيرة، فهي تحوى قطع صغيرة من اللحم وأحشاء الماشية وقطع من الكبدة، وتتصدر المشهد في المنازل خلال الشهر الكريم، و بالسخنية : تعد  " السخينة " من أشهر الأكلات بعيد الأضحى بمحافظة الأقصر، فلا تخلو أي مائدة منها خلال فترة الأعياد وكل ربة منزل تتفنن في عملها بطرق مختلفة، حيث يتم تخصيره عن طريق اضافة كيلو من الدقيق عليه مقدار من المياه حسب نوع الدقيق ويضاف عليه مقدار من الملح الابيض ثم يتم عجنهم ويترك قليلا، يتم تجهيز الطاولة وتكون على شكل دائرة ثميتم فرد العجينة عليها عن طريق " النشابة " عصا طويلة حتى تصبح العجينة على شكل مستدير رقيق جدًا ثم يوضع في الفرن حتى يصبح متماسكًا.


وعرفت الشرقية ب حواوشى العزيزية، والعزيزية هي إحدى قرى مركز منيا القمح، وعرفت بإعدادها لسندويتش الحواوشى الأصلي الذى يحتوى على ربع كيلو لحم، وخاصة يوم الأربعاء، حيث تصطف الأفران بجوار محلات الجزارة، لإعداده وتسويته ويقبل عليه جميع سكان المحافظة ومن خارجها لشرائه بكميات كبيرة ولحفظه وتجميده وتسخينه وقت الحاجة، والفطير المشلتت الفلاحي، فعلى الرغم من أن كثيرًا من محافظات مصر تقوم بإعداده، ولكن تكون أقراصه صغيرة الحجم، على عكس الطريقة التى عرف بها داخل الشرقية، ومن هنا عرف الفطير الفلاحي، فإذا كنت في زيارة هناك لن تعود إلا محملا بلفائف الفطير الكبير في الحجم. واشتهرت الدقهلية بالأسماك المملحة من نباروة، مثل الفسيخ والملوحة والساردين والباسريا، وهي أكلات لن تأكلها بنفس المذاق المميز إلا في تلك المدينة، كما أنها تشتهر الآن ليس بتملك الأسماك فقط، بل بتجهيزها وتناولها بأكثر من طريقة.

 

واشتهرت طنطا بالحمص وحلاوة شعر وحب العزيز وهي أحد أقدم وأشهر التسالي التقليدية التى عرفت بها مدينة طنطا عاصمة الغربية منذ عصر الخديوي إسماعيل، حيث عرفت بزراعة هذه الحبوب في عزب بشوات وبكوات العصر، حتى إنهم كانوا يقدمونها لضيوفهم بالقصور للتسلية، وبعد فترة ارتبط بيع وتدول الحمص وغيرها من الحلوى كالسمسية والحمصية بمولد السيد البدوي، وأصبحت هناك قاعدة وسط الحريصين على حضوره، أن يقوموا بشراء الحمص والحلاوة للأهل والأصدقاء.

 

 يظن معظمنا أن البلح موجود بكل مكان طالما تواجد النخل، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن هناك بعض الأنواع من البلح لا يمكن أن تحصل عليها إلا من نخيل الوادي الجديد حيث يعرف هناك بالنخل «المجهل»، ويطرح 3 أنواع تحت مسميات المنتور والفالق والحجازي، وهذه الأنواع لا تخضع للتخزين أو يعاد استخدامها بأي شكل كباقي الأنواع التي تجفف وتخزن وتصلح لاستخدامات وطرق تصنيع أخرى، فيأكلها الناس طازجة بمجرد سقوطها من النخل.

 

وتعرفنا على أهم المشروبات في البحر الأحمر وكانت مشروب الجبنة عبارة عن قهوة خضراء ممزوجة بالقرفة والزنجبيل، ويختلف في مذاقه تمامًا عن القهوة المحوجة بالحبهان، ويقومون هم بإعداده خصيصًا بطحن الزنجبيل والقرفة وإضافتها للقهوة الخضراء بعد تحميصها وطحنها أيضًا.  واشتهرت البحيرة بالحباش المكون من "طماطم ، خضرة، شبت، طحينة حمراء، ليمون، ثوم، خل، زيت حار، شطة حمرا، كمون، ملح، كركوم، حمص، جوزة الطيب هذه الأكلة عمرها يتعدى الــ 50 عاماً.

 

كما اشتهرت ايضًا بورسعيد ب"الكاسات"، وهي عبارة عن أيس كريم طبقات، محشية بالفواكه المجففة والمكسرات ومصنوعة من الفواكه الطبيعية المميزة حسب الموسم الخاص بها، بالإضافة أن المنيا تعرف بالكِشك وهو عبارة عن كرات من القمح، التي تترك لتجف في الشمس، وله أكثر من طرقة لصنعة، سواء مقلي أو مطبوخ ويشبه الكريمة.

 

واشتهرت قنا، ب جلاب العسل، الفايش كشك، جبنة قديمة : أقماع السكر «الجلاب»، هو أحد أنواع الحلوى التى لا تعرفها أي محافظة أخرى سوى محافظة قنا لما تتميز به من زراعة قصب السكر، والتي تخرج منه صناعات كثيرة، منها حلوى الجلاب التى تصنع من العسل المستخرج من القصب، لا يستغرق في إعداده سوى 15 دقيقة فقط، تتواجد صناعته بكثافة في مدينة نجع حمادي، وهي أكبر مدن المحافظة والتي يوجد بها مصنع السكر، ويعرف في صعيد مصر بهدايا الغلابة فلا يتعدى سعر القمع الجنيه الواحد، ويصنع فقط خلال 6 أشهر من العام بدءًا من يناير وحتى يونيو، لأن حرق العسل الأسود يحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة، ولا يحتمل تصنيعه في الصيف.





أما «الفايش» فيشتهر في معظم محافظات الصعيد وخاصة بالتزامن مع قدوم عيد الفطر، إلا أن قنا تتصدر المحافظات في خبيزه، لأنها دون عن غيرها من المحافظات تقدمه باللون الأصفر، مضافًا له الكركم، ويدخل ضمن أشهر الأطعمة التى يبحث عنها من هم خارج محافظات الصعيد، الكشك، وهو أحد مشتقات القمح، ويتطلب إعداده مراحل متعددة حتى يصل لشكله النهائي، وهو إحدى الأكلات الفرعونية القديمة فقد كان يقدم في إفطار الملوك، أو الغذاء كحساء.

 

وتتميز مرسى مطروح بالتين و الزيتون : ذكرت هاتان الثمرتان في القرآن الكريم متتاليتين، وتأتى أهميتهما من كونهما يحتويان على مادة بروتينية، قام باكتشافها بعض العلماء اليابانيين وهي تساهم في القضاء على الشيخوخة، ولعل المناخ هناك أفضل لزراعتهما، ويأتي لهما الجميع من كل حدب وصوب، لشرائهما، وخاصة الزيتون الذى يدخل ضمن العديد من الوجبات المصرية، فنجد كثيرون يوصون بشراء كميات من الزيتون خاصة المزروع في واحة سيوة. واخيرًا عرفت بني سويف بالعيش المرحرح، هو أهم تلك المأكولات، ويطلق عليه “البتاو” في بعض الأماكن، ويصنع هذا العيش من دقيق الذرة، وباستخدام “المطرحة” والفرن البلدي المصنوعة من الطين، و الشعرية البلدي: هي أيضًا من مصنوعات العجين، التي كانت موجود ة بشكل دائم في بيوت الفلاحين.

 

أكلات لذيذة في أجواء مصرية

قال الدكتور يحيي عبد القادر أستاذ الإدارة الفندقية والتسويق السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان: إن مصر بها عدة أكلات لذيذة ومفضلة بالنسبة له وتميّزها عن غيرها، وتنتمي أصلها إلى محافظاتها المختلفة مثل: الأسماك بجميع أنواعها التي تشتهر بها محافظة الإسكندرية خاصة الأسماك القادمة من البحر المتوسط، والتي تجلب أهل الإسكندرية والسائحين والزائرين لتناولها وطهيها داخل السوق وتثير إعجابهم، أمّا بالنسبة لمحافظة الفيوم اشتهرت بالفراخ الفيومي والبط والمحشي، والفطير المشلتت بالسمن البلدي مع العسل الأسود على الفطور، ويحرص أهالي الفيوم على تناول جميع أنواع الطيور المذبوحة بعد طهيها في شهر رمضان والتي تسمى (الرفرافة) أما عن ذبح الحيوانات مثل :الأرانب والماعز والخراف فيفضلون تناولها في أيام العيد، وأيضا محافظة دمياط تشتهر بالبط المشوي والكفتة، والبامية ،والملوخية والحلويات الشرقية المميزة لدمياط التي يأتي الزائرون لها من كل مكان لشرائها لأبنائهم وعائلاتهم، وهذه أهم الأكلات المفضلة بالنسبة له والتي يستمتع بتناولها في ظل الأجواء الهادئة في محافظتي دمياط والفيوم، وأمام بحر الإسكندرية الساحر.

 

وأوضح الأستاذ حسين محمد فودة شيف الحلويات الشرقية بمحافظة دمياط، إن من أهم الأكلات المفضلة بالنسبة له في محافظة القاهرة ،الكشري وهو الطبق الشعبي الشهير

والأساسي في المحافظة كلها، والمحشي والكوارع والملوخية والبامية والحمام المحشي والكباب والفول النابت ،والفول المدمس والطعمية، وأيضا لا ننسى الأكلات المميزة في صعيد مصر خاصة محافظة أسوان مثل : الكرمديد وهو طبق نباتي يتكون من الحلبة المطحونة، والزيت والملح والدقيق والماء، والعصيدة وهي طبق نباتي يتكون من الدقيق الممزوج بالماء واللبن، ويقدم مع العسل أو السمن البلدي، الجابوري وهو نوع من الخبز النوبي يتكون من الدقيق والماء و يتميز بطعمه اللذيذ، والجاكود النوبي وهو طبق نباتي يتكون من الملوخية والبامية والشبت، والسلات وهي طبق نباتي يتكون من حبوب القمح والشعير والفاصوليا والعدس والخضراوات المطبوخة معًا، وكل هذه الأكلات تزداد جمالا مع طبيعة مصر الخلابة وأجواء الصعيد الممتعة، والأساليب والعادات المختلفة التي تتميز بها كل محافظة عن غيرها من محافظات مصر في طهي وتناول الطعام.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button