وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية

 

المناهج الصعبة تحبط طاقات الإبداع 

سور المناهج الصعبة يخلق تحدياً أمام الأطفال و الأمهات


كتبت : هدى عماد ، لارا أمير 


يعتبر اختيار مناهج التعليم في الصفوف الابتدائية والإعدادية أمرًا حيويًا وحساسًا في مسيرة تعليم الأطفال والشباب، فالمناهج التعليمية ليست مجرد مجموعة من الدروس والمواد الدراسية، بل هي الأساس الذي يُبنى عليه تجربة التعلم بأكملها، وتشكل الأسس التي يتم من خلالها تنمية مهارات الطلاب واكتساب معارفهم وتشكيل قيمهم واتجاهاتهم.

منذ الصغر، يُعد اختيار المنهج التعليمي المناسب للطلاب أمرًا حاسمًا يتطلب انتباهاً وتفكيرًا مستمرًا من قبل الأهل والمعلمين والجهات التعليمية. فالمناهج الجيدة تسعى لتحقيق توازن مثالي بين تحفيز فضول الطلاب وتشجيع استقلاليتهم في التعلم وبين توجيههم وتوجيههم بطريقة مناسبة.

ومع ذلك، فإن عملية اختيار المناهج للصفوف الابتدائية والإعدادية ليست بالأمر السهل، حيث تواجه تحديات عدة تتعلق بتنوع احتياجات الطلاب، وتطور المجتمع والتكنولوجيا، ومتطلبات سوق العمل المتغيرة. كما أنها تتطلب فهمًا عميقًا لاحتياجات الطلاب وقدراتهم، والتوازن بين توجيههم نحو تحقيق النجاح الأكاديمي وتطوير مهارات الحياة الأساسية.

لذا، يُظهر اختيار المناهج التعليمية تحديات كبيرة تتطلب دراسة دقيقة وتفكير استراتيجي، ويتطلب تعاوناً وثيقًا بين المعلمين والأهل والمسؤولين التعليميين لضمان توفير تجربة تعليمية فعّالة ومثمرة للطلاب في هذه المراحل الحيوية من تعليمهم.


عواقب المناهج الصعبة

بدايةً، أشارت منة الله البالغة من العمر ٣٤ عاماً، أم للطفل عبدالرحمن الطالب بالصف الرابع الابتدائي، إلى أن صعوبة المناهج الجديدة جعلت أولياء الأمور يشكون في قدرات ابنائهم العقلية حيث اقرت أن المناهج صعبة جدًا لا تتناسب مع سنهم ومستوى تفكيرهم فهم مجرد اطفال لا يتعدي سنهم ١٠ سنوات مشيرة انها تواجه صعوبات من خلال محاولة شرح بعض الدروس لأبنها.

وأضافت رشا عامر البالغة من العمر ٣٨ عاما، أم للطفل سيف بالصف الخامس الابتدائي، إلى أن أبنها أصبح يكره الذهاب للمدرسة بسبب صعوبة المناهج وعدم قدرته على استيعابها حيث وصلت الدروس المنهجية إلى أكثر من 65 درساً بالإضافة إلى المهام الادائية التي تقوم بها المدرسة لقياس مهارات الطلاب وماذا استفادو وهذا الأمر الذي اضطرني أن أعطي دروس خصوصية رغم صغر سنه حيث أنه الطلاب في العاميين الماضيين بسبب وجود وباء الكورونا أثر ذلك بشدة على مهارات الكتابة والقراءة لديهم حيث انهم لم يتلقوا تعليم كافً في ذلك الوقت.


لماذا تلجأ الأمهات للدروس الخصوصية ؟

  وذكرت أيه جمعة شحاته، البالغة من العمر ٣٨ عاماً، أنه في هذه المرحلة وهي المرحله الابتدائية الأمر يكون صعباً على الأطفال وعلى الأمهات وكنت أعانى من هذه المشكلة لأن في هذه المرحلة كان من الصعب على أولادي فهم وتذكر كم المعلومات في كل مادة و كانو يجدون صعوبة في فهم المناهج كنت أشعر أن هذه المناهج لا تتناسب مع أعمارهم فهم لازالو أطفال و يجب تخفيفها، وكانو لا يرغبون في المذاكرة ويهربون منها بسبب صعوبتها، لذلك كنت ألجأ للدروس الخصوصية بسكل مكثف حتى يتم فهم المادة التعليمية ، تخفيف المناهج واختيار ما سيتم تقبله وفهمه من قبل الأطفال أمر هام يشجع الأطفال على المذاكرة والفهم و الشعور بأن الواجبات التي عليهم ليست ب ثقل أو عبء.


وأوضحت دعاء مدحت السيد، البالغة من العمر ٣٣ عاماً أن الأطفال يواجهون في هذا السن صعوبات كبيرة في المناهج الدراسية في الصف الابتدائي ويكون لهذا تأثير كبير على حياتهم اليومية وتطوره التعليمي، كانت أبنتي تواجه صعوبة دائماً في حفظ بعض المفاهيم و تذكر المعلومات نظراً للكم الكبير للمناهج في كل المواد وهي في مرحلة لن تستوعب هذا الكم وهذه المفاهيم، ومن أبرز التحديات التي واجهتها هي صعوبة في فهم بعض المواد الدراسية مثل الرياضيات، حيث تحتاج لوقت طويل وجهد إضافي لفهم العمليات الحسابية البسيطة ولكن نظراً لسنها لم تكن بسيطة بالنسبة لها  لذلك اضطررت لللجوء للدروس الخصوصية، لذلك يجب تخفيف بعض المواد وعدم تعقيدها حتى يتمكن الأطفال من استيعابها بسهولة.

كما أضافت مريم صلاح، البالغة من العمر 30 عامًا، أم للطفلة ليلى بالصف الرابع الابتدائي أن المدارس تشرح المقررات الدراسية بشكل سريع مما يضطرها لتعطي ابنتها دروس خصوصية في جميع المواد ومع ذلك ليلى لا تستطيع استيعاب الدروس بشكل كاف بسبب صعوبة المناهج على الرغم من انه يتم شرحه لها ثلاث مرات، حتى انا كأم عندما حاولت مساعدتها لم افهم اي شيء من المقرر لها ونحن لا نجد وقت خاص لنا كالخروج او الذهاب للنادي لانه حتى في الاجازات الاسبوعية نجلس لحل الواجبات والمذاكرة وهذا عبئ كبير جدًا على طفلة لايتخطى عمرها العشر سنوات فأنا اطالب بتخفيف المناهج الدراسية وتبسيطها.


حلول أم

 وقالت هبة إبراهيم شحاتة البالغة من العمر ٣٧، والدة الطفلة جنى والطفل إبراهيم في الصفوف الاعدادية منذ دخولهم مرحلة الاعدادية وجدت أن تركيزهم قد بدأ يقل و أن وقت المذاكرة أصبح عبئ عليهم وعندما تحدثت معهم قالو أن المواد لا يستطيعون فهمها بشكل كافي من المدارس وأنهم يحتاجون لمن يجلس معهم يشرح لهم بطريقة مفصلة فقررت شرح لهم المنهج ولكن وجدت أنه من الصعب دخول مرحلة جديدة من التعليم وهي " المرحلة الاعدادية " بهذا الكم من المواد و المعلومات التي ليست بسيطة بل بها نوعاً من التعقيد ممكن أن يسبب في عدم فهم التلاميذ لهم بالاضافة إلي قصر مده الترم وهذا يؤدي لضغط كبير لهم ولنا كأمهات.


قصر الترم معوق أساسي

وأوضحت سحر سليمان، تعمل في احدى المدارس الخاصة،  أن المناهج تشجع علي الفهم أكثر من الحفظ لكن طول المنهج ليس متناسب مع المدة الزمنية للترم، فلا يكون للطالب الوقت الكافي لتحصيل المادة العلمية بشكل أفضل ، وهنا المشكلة أن الطالب يكون هدفه في النهاية هو حفظ المادة وليس فهمها وهذا يؤثر على تعلمه بشكل كبير ف الأفضل هو أن يكون الذهن حاضرا أثناء المذاكره وفهم كل المعلومات بدلاً من مجرد الحفظ.

فالأفضل عدم تغيير المناهج و لكن يتم تقليل الكم مراعاة للفترة الزمنية لكل ترم. وبهذه الطريقة يكون التعليم أفضل و يتجه الأطفال إلى الفهم نظراً لوجود الوقت الكافي للفهم والاستذكار والمراجعة


جائحة كورونا وصعوبة المناهج

 كما أضاف عادل شكر، البالغ من العمر ٤٨ عام، مدرس رياضيات بمدرسة بمصر الجديدة، مناهج الصفوف الابتدائية ليست متناسبة مع سنهم بسبب ضياع عامين دراسيين بسبب جائحة الكورونا مما أثر ذلك على مستوى الطلاب الدراسي وعندما اقبل الطلاب على الدراسة كانوا ناسيين بشكل كبير المقررات الدراسية التي درسوها فكان لابد من تهيئة الطلاب اولا قبل وضع نظام دراسي جديد، كما أن المناهج نفسها صعبة على الطلاب مما أدى ذلك إلى عدم تحقيق النتائج المطلوبة من هذا النظام الدراسي الجديد.


الجانب الايجابي لتطوير المناهج

  وعبرت نهي محمد، البالغة من العمر ٣٠ عامًا، مدرسة انجليزي، عن رأيها قائلة، "بصراحة انا شايفة أن المناهج الجديدة متطورة جداً والغرض منها ليس التعود على الحفظ والتلقين " لافتة إلى أن هذه المناهج جعلت الطالب أكثر وعيًا ويفكر بشكل غير عادي وابتكاري وهذا أنسب سن للأطفال لاكتساب المهارات ونحن المعلمين يتم تقديم دورات تدريبة مستمرة من قبل وزارة التربية والتعليم للتكيف مع المناهج الجديدة.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button