وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


أسوار شيدتها التكنولوجيا حول مهارات الطفل وقدراته


85% من الأطفال يعانون من التأخر اللغوي.. والسبب "الموبايل"
أخصائية تخاطب تحذر: "ممنوع الطفل يشوف تليفون قبل سنتين"

 

كتبت: لارا أمير، هدى عماد، دعاء سيد


في عالم مليء بالتكنولوجيا، أثر ذلك سلباً على الأطفال، وقعوا في فخ الأجهزة الالكترونية التي تعتمد على تشتت انتباه الطفل وتذبذب قدراته على الابتكار أو التعلم، أصبح أولياء الأمور يعانون مع أبنائهم، والمدرسون مع طلابهم، فأصبح الطلبة وخصوصا الأطفال من مرحلة خمس سنوات فيما فوق يستخدمون الهواتف الذكية مما أدى الي تعلم الكتابة على لوحة المفاتيح عن امساك القلم وأصبح الجهاز اللوحي هو صديقهم ومصدر تعلمهم الوحيد بدل من الاحتكاك في المجتمع وتكوين صداقات فعلية ومهارات حياتية مختلفة.

مع انتشار التكنولوجيا قلت مهارات الكتابة اليدوية بشكل كبير وقلة التدرب على القراءة نسبة الي عدم وجود حاجة لها مع وجود مقاطع فيديو وصوتية توفر المجهود على الطفل مما جعل عدك خلق تجربة حركية أدراكية لدى الأطفال وانتشار معوقات التعلم.


كارثة فرط المشاهدة

وأكدت على ذلك تجربة رشا محمد، وهي أم لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، فمنذ سنة لاحظت رشا صعوبات في التواصل مع ابنها الذي تحيط به التكنولوجيا من كل جانب، حيث كان عمره في ذلك الوقت 5 سنوات، فبدأت المشكلة عندما أدركت رشا أن ابنها يعاني من تأخر في النطق مقارنة بأقرانه؛ فكان الطفل يحاول التواصل معها عبر الكلمات المختصرة والعبارات البسيطة، وكانت محاولاته في إيصال رسالته يصعب فهمها بشكل كامل.

فذهبت به "رشا" لدكتور تخاطب، فاخبرها أنه سبب تأخر النطق لدى ابنها هو الاعتماد المفرط على التكنولوجيا ومشاهدة الفيديوهات على الإنترنت، فالطفل كان يقضي وقتًا طويلاً وهو يشاهد مقاطع الفيديو و(online games) وهذا أثر سلبًا على تفاعله الاجتماعي وتطور لغته مما خلق سورًا بينه وبين حياة الاطفال الطبيعية.

أدركت رشا حينها أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا والوقت الطويل المستغرق في مشاهدة الفيديوهات والألعاب عبر الإنترنت كان له تأثير سلبي على تطور لغة ابنها وقدرته على التواصل،  مما أدى الى اتخاذ بعض الخطوات لمعالجة هذه المشكلة، وأولها قلصت وقت استخدام الانترنت حيث قامت بتحديد وقت محدد لابنها يمكنه فيه استخدام الأجهزة الإلكترونية ومشاهدة الفيديوهات، وايضا شجعته على اللعب التفاعلي مثل كرة القدم بدلاً من الاعتماد الكامل على الألعاب الإلكترونية و تعزيز التواصل اللفظي بينها وبين ابنها من خلال تشجيعه على استخدام الكلمات والعبارات الكاملة للتعبير عن احتياجاته وأفكاره.


محاولة أم

روت دعاء محمد، أم لطفل يبلغ من العمر ٥ سنوات، أنه في أول الأمر كانت المشاهدة للكرتون و الأغاني بهدف إسكاته حين كان يبكي بدون سبب، ولكن أعتاد على الأمر فأصبح التليفون جزء من يومه يستيقظ فيطلبه أول شيء، ولكن لم أكن أعلم أنه يشكل خطورة كبيرة عليه وعلي مهاراته الكتابية وتعلمه و تعامله مع غيره، بدأ الأمر بنوبات غضب شديدة و رفضه للأكل والشرب إلا بالمشاهدة، فهذا كان بمثابه سور بين طفلي و بين ممارسه يومه العادي، و تعلمه للأشياء التي يجب تعلمها بحكم سنه.

وأردفت: " ولكن تم التقليل من الموضوع بذهابه للحضانة ولعبه مع الأطفال وتحدثي معه دائماً و الالتفات لكل ما يقول حتى إذا كانت أشياء عادية، ولكن ليتجه لي و يجد المتعة في التحدث معي أفضل من التلفاز والكرتون، وبالفعل لم يعد يطلب مشاهدة الكرتون بصورة مستمرة ولكن من وقت لآخر، وبدأ يطلب اللعب معي و مع أطفال بعمره و يجد المتعة في الخروج و تفريغ طاقته.

 

أراء المختصون

كشفت دنيا عصام أحمد، اخصائي تخاطب وتعديل سلوك، عن أن التكنولوجيا تؤثر على مهارات الاطفال بشكل مباشر وبشكل سلبي جداً،  خاصاً التليفون حيث أصبح الاطفال هذه الأيام لا يأكلون إلا بوجود "اليوتيوب" مما يؤثر ذلك بالسلب في خلاية المخ من خلال استقبال لغة خاطئة غير اللغة العربية مما يؤدي إلى تأخر لغوي، كما أن لا يكون لدى الطفل حصيلة لغوية فالطفل يكتسب اللغة من خلال ما يشاهده،  فأصبح يتكلم مثل الشخصيات المصورة  ويردد ما يقولوه مثل "هيا بنا يا اطفال"، وأكدت على أن يوجد أطفال يحدث لها حرمان بيئي وهذه مرحلة ما قبل الدخول في التوحد بسبب جلوسه أمام الاجهزة الالكترونية لوقت طويل وحده، وإذا لم يتم تأهيل الطفل فسوف يدخل في حالة توحد والتوحد مرض لا يوجد علاج له حتى الان نحن فقط نقوم بتأهيله.

وأشادت بأن التكنولوجيا سبب كبير لتبني الاطفال لسلوك العنف من خلال الألعاب التكنولوجية مثل “Pubg” و “fortnite” حيث إن هذه الألعاب تجعل الاطفال أعصابهم مشدودة ومتعصبين، كما لفتت "عصام" ايضاً إلى أن التليفون يسبب تشتت انتباه قوي بسبب وجود ذبذبات تصل للمخ وتؤثر على تركيز وانتباه الطفل.


التأخر اللغوي

وفي سياق متصل، أكدت تقى سلام، أخصائية التخاطب والتربية الخاصة، على أن استخدام الأطفال للأجهزة مثل الهاتف والتلفزيون أثر بشكل كبير جداً للسوء، عندما يبدأ الطفل يأخذ خطوه في الكلام والأم تجد أنه بدء يتعامل تعطيه التليفون، وهذا أدى إلى حالياً ٨٥٪؜من الأطفال يعانون من التأخر اللغوي سببه الموبيل والشاشات بشكل عام، وفي مرحله المدرسة يتم اكتساب سلوكيات سيئة جداً واستخدام الانترنت بشكل غير مستحب.

ورأت "سلام"، أنه يمكننا كسر هذا السور بينه وبين التعلم الصحيح والتعامل بشكل طبيعي ب خطوات بسيطة، في المرحلة الاولى مرحله بداية الكلام عند الطفل ننمي اللغة، ومهارات الطفل، فقالت: "ممنوع الطفل يشوف تليفون قبل سنتين"، وفي المرحلة الثانية مرحلة تمسك الطفل بالأجهزة سواء تليفون أو تليفزيون يكون له بمثابة مكافأة وتكون ساعة واحدة فقط يتم تقسيمها على مدار اليوم وهذا لن يتم الا بوعي كامل من الأم بمحتوى ما يشاهده طفلها.


سلاح ذو حدين

كما أكدت مارينا عاطف، أخصائية تخاطب، على أن للتكنولوجيا أضرار ومنافع على الطفل ويجب معرفه الاضرار والمنافع حتى لا يقع الطفل في مشكله في سن صغير وحتى لا تكون التكنولوجيا عائق وسور أمام الطفل وتعلمه وتنمية مهاراته.

فوجدت أن التكنولوجيا الجديدة ساعدت الأطفال على التعلم السريع و تنشيط الذاكرة، وإدراك المعلومة بطريقة إبداعية عن طريق أصوات و رسوم متحركة، بالإضافة إلى برامج التواصل الاجتماعي التي قربت الأشخاص ببعض أكثر، منبهة إلى أنه إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح سيؤثر علي الطفل سلباً، و يعوق نموه اللغوي و يؤثر على تعامله وعلاقاته، لأن الاستخدام المفرط للشاشات و التليفزيون يؤدي الى انخفاض مستوى التواصل الاجتماعي خاصة مع الأهل في البيت، و قد يضر بالعين وينتج كهربا في المخ وضربات القلب السريعة، لأنها عبارة عن ذبذبات تكنولوجية تضر بالمخ بالإضافة لإمكانيه حدوث إدمان للموبايل و زيادة الكسل ومشاكل مثل قله النوم والأرق.

وأوضحت "عاطف" أنه لنتغلب على هذه المشكلة، يجب تحديد وقت للشاشات و تخصيص أوقات للانقطاع عن التكنولوجيا، تشجيع الأطفال على المشاركة في الرياضات والألعاب الخارجية، تحفيز الأطفال على القراءة والرسم والأنشطة المختلفة.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button