فتيات يتعرضن
للتشهير وانتحال الشخصية على مواقع التواصل..
وخبير أمن
معلومات يحذر من ابتزاز المراهقين
كتبت :
ريم طلعت وسارة الصواف
مما لاشك فيه أن العصر الرقمي ساهم
بشكل كبير في تآكل الخصوصية بين مستخدمي العالم الافتراضي، كما يبدو الخوف والقلق
من توفير الأمن للأشخاص واحترام حياتهم الخاصة وخصوصيتهم وتكمن الخطورة في تداول
المعلومات علي مواقع التواصل الاجتماعي من أجل استخدامها في أغراض إجرامية أو من
أجل إيذاء الآخرين وذلك صعب السيطرة عليه، فأصبح كل شيء متاحًا عبر مواقع التواصل
الاجتماعي، الأمر الذي أصبح خطيرًا ويستدعي اتخاذ كل ما يمكن من خطوات وإجراءات
لحماية خصوصيتك.
بدايةً، أوضحت لنا ب.م 18 عاماً،
أنها تعرضت لانتهاك خصوصيتها؛ حيث شاهدت صور مفبركة لها علي صفحات سيئة السمعة وتم
التشهير بها من قبل احد الأشخاص تقدم لخطبتها ورفضته.
وأضافت ر.ع 23 عاماً، أنها لم تعد
تشعر بالأمان في استخدام المواقع الإلكترونية فإذا بها تتفاجئ بصفحات منتحلة
شخصيتها بصورها الشخصية بأسماء مستعارة علي الفيسبوك .
نساء تحت وطأة العنف الالكتروني وتبرزهم الأعمال الدرامية
عرضت العديد من الأعمال الدرامية
المصرية صور عديدة من أشكال الإبتزاز الذي تتعرض له النساء مثل، مسلسل ( هذا
المساء ) حيث عرض طرق التجسس علي الهواتف في سياق درامي ومن ثم ابتزاز الاشخاص؛
وتجسد ذلك في شخصية "تقى" الفتاة المهددة من شخص تجسس عليها معه فيديو
لها يبتزها به أو أن ينشر المقطع عبر
الانترنت.
وأيضاً مسلسل ( أعلي نسبة مشاهدة)
وتدور أحداثه عن قصة حقيقية عن "شيماء" التي تتعرض للإبتزاز الالكتروني
والذي تتعرض له بعض الفتيات في مجتمعنا ناقش خطورة السوشيال ميديا ضمن أحداثه وكيف
أن حاجز الخصوصية ينهار بكل سهولة بمجرد أن تخطو عتبة مواقع التواصل الإجتماعى
واستخدامها بدون وعي، واشار الي فكرة الخصوصية المنتهكة بعد تداول فيديو وهي ترقص
عبر المواقع والبرامج التليفزيونية .
واضافت لنا " مي سمير"
خبيرة السوشيال ميديا، ان النساء هم أكثر عرضة للإبتزاز، وذلك له علاقة بالعادات
وشرف البنت فمن السهل ابتزازها وتخويفها
،محذرة من نشر الصور علي مواقع التواصل
الاجتماعي بشكل عشوائي وعدم إضافة أشخاص لا تربطنا علاقة بهم وابقاء صفحاتنا
الشخصية في وضع "locked"
اي مغلق، مشيرة إلي أهمية دعم الأبناء في حالة تعرضهم لأي محاولة ابتزاز الكتروني.
ترسيم الحدود لخصوصية الأطفال والمراهقين
أوضحت الدراسات أن الأطفال
والمراهقين هم أكثر فئة تتعرض لإنتهاكات الخصوصية على الإنترنت، وذلك لأنهم من
السهل التعرض للاستغلال سواء المادي أو الجنسي أو تلبيه خدمات أخري تعود بالنفع
على المستغل فهم يواجهون تحديات تتمثل في
زيادة الفرص للاستهداف من قبل الشخص المبتز وسهولة الإجبار علي تقديم بيانات شخصية ومعلومات حساسة وصور خاصة .
ومن جانبه، أشار وليد حجاج، خبير أمن
المعلومات، إلى ضرورة حماية الأطفال والمراهقين من الابتزاز والاستغلال بالتوعية
لمخاطر وكيفية التعامل في حالة التعرض لها ثم المتابعة والمراقبة المستمرة
وتوجيههم عند ملاحظة أي سلوك غريب وضرورة الابتعاد عن اصدقاء السوء الذين لديهم
قدرة التشجيع علي سلوكيات غير أخلاقية وأفعال طائشة غير محسوبة يمكن أن يُبتز
المراهق بها.
شغف الطفولة.. سبيل للإنتهاك
ولم يقف حد انتهاك الخصوصية الافراد
على الكبار فقط، بل وصل الأمر إلى انتهاك خصوصية الطفل، وتشويه أجمل مراحل العمر،
مستغلين في هذا حب الطفل وشغفه للعب، بإتاحة الألعاب المختلفة بشكل إلكتروني
ومجاني، وهي تخفي ورائها الكثير من النوايا الخبيثة لانتهاك خصوصية هؤلاء الأطفال،
وتعد من أشهر هذه اللعب ومنها:-
لعبة الحوت الأزرق: هي عبارة عن لعبة
الكترونية كانت متاحة للجميع، قبل أن يتم إغلاقها، وكانت تتكون من مستوى يصل باللاعب
إلى أقصى درجات الاكتئاب والعزلة، وتصل إلى الانتحار، وكانت تبدأ بقيام أحد
المسئولين عن اللعبة بالتواصل مع المشترك للتأكد من رقم تلفونه وعنون منزله، ثم
تبدأ في بطلب تحديات من المشترك وابتزازه، حتى يصل الأعب في أخر مرحلة إلى الانتحار.
ومن الأخطار التي تعرض لها الأطفال أيضًا لعبة مريم، هي لعبة تدور حول طفلة صغيرة تائهة، وتكون مهمة الأعب هي توصيل الطفلة لمنزلها، وخلال تنفذه لهذه المهمة عليه أن يجاوب على مجموعة من الأسئلة والبيانات الشخصية، وبعد نجاح المتسابق في إعادة البنت لمنزلها، سوف يتعرض لمجموعة من الأسئلة الأخرى والتي تكون أكثر خصوصية.
ومن الأمثلة الأخرى لهذا الألعاب
المنتهكة للخصوصية الطفل هي لعبة البوكيمون تطلب من المستخدم التصوير في الأماكن
العامة، وتعتمد على تحديد المواقع الجغرافية، واستخدام كافة بيانات الهاتف، حيث
أنه من شروط تحميل اللعبة الموافقة على الوصول قاعدة بيانات الهاتف، والصور ومقاطع
الفيديو، وأيضًا استخدام الكاميرا ومسجل الصوت في أي وقت.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور طه أبو
حسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، على اتخاذ كافة سبل حماية الأطفال،
حيث أنه يجب توفير بدائل للأطفال عن هذه الألعاب الإلكترونية، التي أصبحت متوفرة
للعامة، ومتوافقة مع مزاج الأطفال وهوائهم، مضيفًا أنه في اللحظة ذاتها يجب العمل
على إسقاط هذه البرامج من نظر الأطفال، مشيرًا إلى أهمية الإنتباه إلى أن كل مرحلة
عمرية تختلف في التعامل وكيفية التفكير، إلى جانب ضرورة الاهتمام بتمية قيمنا
ومعارفنا في نظر هؤلاء الأطفال.
احمي خصوصيتك
وعن سبل حماية الخصوصية، نشرت هيئة الاتصالات
وتقنية المعلومات، موضحة خطوات حماية المعلومات الشخصية، بأنه يجب عدم إعطاء
المعلومات الشخصية لمواقع الإنترنت إلا عند الضرورة، وأيضًا التأكد من هوية
الموقع، وعدم الموافقة على الشروط دون الاطلاع، مضيفة ضرورة توخي الحذر الشديد عن
التعامل مع الأشخاص مجهولي الهوية، وعدم إعطاء الثقة المباشرة لأي شخص أو موقع على
الشبكات الإلكترونية.
ونصحت بأنه يفضل عدم إرسال معلومات
شخصية إلا من خلال قناة مشفرة باستخدام بروتوكول (https)، وهذا الأن بروتوكول التشفير يعتمد على شهادة إلكترونية تصدر من
جهة مستقلة تتحقق من هوية الموقع قبل إصدارها، مشددة على ضرورة تصميم سياسات
الخصوصية في المنشآت لحماية المعلومات الشخصية للموظفين والعمال.
وأخيرًا، لفتت إلى أهمية عدم اعتماد رقم سري موحد لجميع حساباتك على الإنترنت، ولكن استخدم كلمات سر مختلفة، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى عدم استخدام أجهزة الحاسبات العامة مثل مقاهي الإنترنت أو معامل الجامعة للوصول إلى معلوماتك الشخصية الهامة، مؤكدين أهمية فحص الجهاز بصفة دورية للتأكد من خلوه من الفيروسات.