وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


كتبت/ سارة سلطان، نوران نعمان، ريم طلعت

 

تُعتبر الحواجز النفسية والاجتماعية بين الأجيال من الظواهر التي تؤثر على التفاهم والتواصل بين الأفراد من أعمار مختلفة، فكل جيل ينمو ويتشكل في ظروف وبيئات مختلفة، مما يؤدي إلى تبني قيم ومعتقدات تختلف عن تلك التي تتبناها الأجيال السابقة أو التالية، فهناك اختلاف كبير في المفاهيم والقيم التي يؤمن بها كل جيل، مثل القيم الاجتماعية والدينية والثقافية، مما يؤدي إلى صعوبة في التواصل، وفهم بعضهم البعض فلكل جيل افكاره وأساليب حياته الخاصة به، وذلك يظهر في العديد من القضايا.

وتري نورسين عماد 21 عاماً، أن الفرق بين الجيل الحالي والجيل القديم اصبح مثل وسائل التواصل الاجتماعي، فهي شئ ضروري لبقاء التواصل مع الآخرين، وأنها جزء أساسي من الحياة مثل الأوكسجين، والفرق ملحوظ بدرجة كبيرة في كل موقف، فهناك قضايا كثيرة تشغل بال الجيل الحالي مثل المساواة، واختلاف أساليب ومعايير الزواج، والبحث عن التطور الدائم والمجازفة علي عكس جيل الأمهات وجدود الذين يميلون الي الاشياء المضمونة .


 تحدث تغيرات في القيم والمعتقدات داخل الأسرة مع تغير دورات الحياة، مما يؤدي إلى تبني كل جيل قيمًا مختلفة عن الأجيال السابقة، وبالتالي تكون هناك حواجز في التواصل والتفاهم، ويمكن أن يكون هناك اختلاف في أساليب التربية والتعليم بين الأجيال، مما يؤدي إلى تشكيل معتقدات وقيم مختلفة لكل جيل، مما يزيد من صعوبة التواصل والتفاهم بينهم جميعها طرق تظهر حواجز القيم والمعتقدات بوضوح بين الأجيال.



الجيل الجديد الأصعب في التعامل

وعبرت لنا سنية محمود، 76 عاماً عن رأيها، إن جيل اليوم لا يخجل أبدا بل يرون أن الجرأة الزائد عن حدها شيء جيد وحرية وفصاحة، فالجيل الحال منفتح للغاية التفكير أصبح مختلف تماما فلا يوجد أحد الآن يود أن يعيش حياة بسيطة خالية من الغرور، فالجيل  القديم كان لديه احترام الغير، أما الآن فمحو شخصية من أكبر منا سنا يسمى حرية، والصداقة بين الشباب والبنات أصبحت شيئاً عادياً أما قديماً فكان هذا يعد من المحرمات.

وأضافت صفية محمد، سيدة تبلغ من العمر٦٥ عاما، أن هناك اختلاف كبير بين الابناء والاباء، فاغلب الأبناء لا يحترموا العادات والتقاليد ويصفوهم بالمعقدين، ولديهم رغبة شديدة فى التمرد، وعلى الجيل الجديد إدراك حكمة الجيل القديم التى تكونت على مر السنين، وعدم التمرد على نصائحهم، ولا ننكر أن أحيانا الجيل القديم يكون لديه عدم قدرة على إدارة الحوار، وتفهم متطلبات العصر الرقمى؛ لذا يجب علينا السماح للجيل الجديد التعبير عن آرائه وافكاره دون قمع، ومراعاة احتياجاتهم الشخصية وطريقة تفكيرهم.


وعبرت يمنى السيد، تبلغ من العمر ٢٢ عاما، أن من الطبيعى وجود اختلاف بين الأجيال، ويجب على الجيل الحديث أن يتقبل الجيل القديم ويتعايش معه، سواء على مستوى العادات والأعراف أو طريقة التفكير والحديث، مع عدم التقليل والتحقير من نصائح الكبار، والإستماع لهم بكل تفهم؛ لأن تجاربهم وخبراتهم فى الحياة أكثر، بالرغم من أن الجيل القديم لديهم معتقدات خاطئة، مثل التربية الصارمة للأبناء وأسلوب نمطى في التفكير، وعدم تقبل آراء الأصغر منهم سنا، فيجب التعبير عن افكارنا وثقافتنا كجيل حديث بكل احترام، فإن حُشرت التكنولوجيا فى حياتنا منذ الصغر، وأصبحنا في احتياج دائم لاستخدامها.


لغة عامية جديدة

قال محمد البالغ من العمر 27سنة، يُنشئ كل جيل لغة عامية جديدة ولكن مع التطور التكنولوجي، اتسع مفهوم الفجوات بين الأجيال القديمة والأجيال الحديثة، فعلى سبيل المثال يعني مصطلح "مهارات التواصل" الكتابة والتحدث بشكل رسمي للموظف المتقدم بالعمر، بينما  يعني المصطلح نفسه للموظف العشريني البريد الإلكتروني والمرسال الفوري" فهي تعني في عصرنا هذا محادثات خاصة ومتعددة لدى كل شخص تكون في الهواتف المحمولة، والرسائل النصية.

 فإنه طور "مستخدمي الهاتف" شكل اللغة العامية، والكتابة بلغة غير مألوفة، وهما غالباً ليستا خارج إطار التكنولوجيا الذكية، وأعطت فرص للشباب؛ لإنشاء إبداعاتهم وميولهم ولغتهم الكتابية الخاصة بهم، التي أعطتهم فرصة جوهرية غير متوقعة، فإنهم أصبحوا على تواصل أكثر من ما مضى.

قال علي محمود، البالغ من العمر 41سنة، أن الأجيال الجديدة تعاني من تدهور الاستقــــرار المرجعي للأدوار، ومعايير التعرف عـلى الواقع وتراجع قنوات الإتصال، واضطراب التفاعل ،وذلك مـن خلال وصف جيل الأبناء لآبائهم بالرجعية، وعـــــــــدم مواكبة متغيرات الحياة، ومتطلبات العصر، وإحساسهم بالرفض والإقصاء.

وأكد فيصل العابدين، أخصائي علم الإجتماع، أن الصراع بين الأجيال ينطوي علي تناقض الآراء، وتنافر التصرفات بين الجيلين، وهذا الامر الذي ازداد حدة في الوقت الحالي، وهذا الصراع ينتج حالة من الاعتراض بين الجيلين، فيجب ألا يفرض الرأي والافكار علي الجيل الحالي وأن يراعي اختلاف الزمن وطرق تفكير الجيل القديم ، فيجب أن يكون هناك نقطة تلاقي بين الجيلين حتي لا تتسع الفجوة بينهم.


جيل زد مُدمن تكنولوجيا

وكشفت سامية قدري، أستاذة علم اجتماع، عن أن العلماء قسموا الأجيال تقريبا الى سبعة أجيال، وأن جيل Z  هو جيل ما بعد الالفية، وهم الأفراد الذين ولدو فى منتصف التسعينات حتى منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وهو جيل لم يرى الحياة قبل التكنولوجيا، ومنفتح جدا على السوشيال ميديا، ولديهم مهارة عالية فى استخدام التكنولوجيا؛ وبإمكانهم الوصول الى أى معلومات على الفور وتكون فى متناول أيديهم؛ وبالتالى توسعت لديهم المعرفة والاطلاع على ثقافات البلدان الاخرى حول العالم؛ مما أدى لتغيير القيم لديهم، والتعبير دائمًا عن معتقداتهم وآرائهم، والتخلف عن العادات والتقاليد، وتمردهم على الأجيال من قبلهم.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button