وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


الأب الذي فقد أسرته أمام عينيه



كتبت: دعاء سيد


الصحفي وائل الدحدوح أطلق عليه الجميع بطلاً، وأشاد الجميع والعالم أجمع بوطنيته وانتمائه للقضية الفلسطينية، رجل قرر أن يحكي قصة أرضه ويعبر عن صوت عرضه لكافة العالم، أفني عمره وحياته مدافعاً عن بلدة والقضية الفلسطينية.

وائل حمدان إبراهيم دحدوح، لقبه أبو حمزة، ولد الدحدوح في ال 30 من إبريل عام 1970 في حي الزيتون في مدينة غزة بفلسطين، نشأ وترعرع في أسرة تعمل بالزراعة مما أدى إلى عمله فيها في أوائل عمره بجانب دراسته في المدرسة الابتدائية في غزة، حصل الدحدوح على الشهادة الثانوية من أحدى مدارس غزة عام 1988، في ذلك الوقت كان حلمه أن يقوم بدراسة الطب في الخارج، وبالفعل حصل الدحدوح على منحة من دولة العراق لدراسة الطب بها وقبل ألتحاقه بالمنحى بثلاث أيام تم اعتقاله من قبل الاحتلال في ذات العام الذي تخرج فيه؛ بسبب مشاركته في الانتفاضة الأولى وبسبب حبه لوطنه ومحاولة الدفاع عن أرضه منذ نعومة أظافره تم اعتقاله لمدة سبع سنوات بالسجون الإسرائيلية.

من حلمه لدراسة الطب وأن يصبح طبيباً بُلي حلمه خلف القضبان كما بُليي الكثير من أحلام الفلسطينيين من قبل الاحتلال.


خلال الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال طوال السبع سنوات أثرت في شخصيته كإنسان تأثيراً كبيراً، وهذا كان له دور كبير في تكوين شخصيته الصامدة رغم معاناته في تلك الفترة بشدة، ولكن كان يردد قائلاً قدر الله ما شاء فعل، ومن هنا أختار مهنة الصحافة والعمل بها وبالتالي تنمية ثقافته بالسجن برزت من خلال العمل، أستكمل دراسته بعد خروجه في الجامعة الإسلامية في غزة وتخرج منها بدرجة البكالوريوس عام 1998 في الصحافة والأعلام، وحاول الدحدوح مرة ثانية بالسفر خارج البلاد ولكن مُنع من قبل الاحتلال وقرر الالتحاق بجامعة القدس والتخرج منها بدرة الماجستير في العلوم السياسية عان 2007.


فصل جديد

بدأ الدحدوح يسير في منعطف جديداً إلا وهو مراسلاً في قطاع غزة بدأ العمل مع عدة وسائل إعلام فلسطينية منها صحف وإذاعات وقنوات محلية متنوعة من ثم ألتحق بمكتب الجزيرة بفلسطين عام   2004 وعمل مراسل بها ومن هنا أشتهر دحدوح بسبب نقله لأحداث هامة كما غطى كل الحروب الذي شاهدها القطاع من أول حرب 2008، 2009، 2012، 2014، 2021، 2023 حتى الحرب التي جارية حتى الان في عام 2024، ومن أشهر المجازر الذي غضاها الدحدوح مجزرة حي الشجاعية، التي وقعت في يوليو 2014، ومن هنا أزهر براعته في عمل لأنه كان من الصحفيون القلة في طاقم الجزيرة الذي وصل الحي، حيث كان طاقم الجزيرة هو الطاقم الوحيد الذي غطي تلك الأحداث عن قرب من قلب الحد في الهدنة التي كانت حوالي ساعة ونصف فقط وتم بث من هناك لقطات عديدة مؤلمة وحقيقية معبرة عن بشاعة الاحتلال ومعاناة حي الشجاعية.


إنجازات ونجاحات

نجح الدحدوح في تغضية الحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة عام 2008، وما بعدها من حروب كما أنتج حلقات عدة في قناة الجزيرة ولقت نجاحاً واسعاً كما أنتج فيلماً (المجموعة رقم 9) عن أنفاق المقاومة في غزة، وفيلم أخر عن أبرز العمليات المقاومة في قطاع غزة خلال حرب 2014، ودليلاً على شجاعته كان أول صحفي يقوم بتغضية أول تقرير على الهواء مباشرة في برناج الجزيرة هذا المساء من بلدة بيت حانون خلال لتعرضها لأجتياح إسرائيلي.

كما حصل الدحدوح على جائزة السلام من خلال الإعلام 2013، من جوائز الإعلام الدولية بمدينة لندن، وفز بجائزة حرية الصحافة من نقابة الصحفيين في مصر عام 2024.


فصول مؤلمة

 لم يقدم الدحدوح سنين عمره من الجد والاجتهاد لإيصال صوت غزة للعالم فقط، ولكن ضحى بأغلى ما عنده، حيث نال الشهادة حوالي عشرون فرداً من عائلته، قرر وائل الدحدوح توزيع أبنائه الثمانية بثلاث بيوت من أقاربه لعل يعيش أحاداً منهم عند وقوع قصف على أحد المنازل، ولكن حدث ما كان يرتب له الدحدوح في يوم 25 أكتوبر أستهدف الجيش الإسرائيلي بيت فيه أسرته في مخيم الناصرات وأستشهد في تلك الضربة زوجته وابنته وحفيده، من ثم أسابيع قليلة ويصطدم الدحدوح بغارة أخرى من الاستهداف وفقد ابناً أخر أثناء تأدية عمله كصحفي غرب القطاع في مشهد مؤلم أعتاد أهالي فلسطين عليه من فقدان أعز ما يملكوا، أخذ الدحدوح يودع إبنه بكل الدموع وكافة مشاعر الحزن قائلاً حمزة كان أنا، بعد كل ذلك من مصاعب وابتلاءات لم يهتز الدحدوح وقف بقلب مؤمن كالجبل الشامخ سائل الله الصبر على ما فقد والنصر لأرضه الغالية التي يغتصبها الاحتلال كل يوم.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button