وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية

 

"أسوار الغربة" تفصل بين الأب وأبنائه
يد في الهواء بحاجة للثبات على ارض الوطن

 


كتب: ساره سلطان، ريم طلعت، نوران نعمان


يعاني معظم الأشخاص المغتربين من الوحدة الشديدة أثناء تواجدهم في بلد غريب فهم لا يملكون الكثير من الأصدقاء ويعيشون بعيدًا عن عائلتهم مما يمنح المغتربين الشعور بالضعف والعزلة ويسيطر عليهم الحنين إلى الوطن، ولكن يقفون عاجزين أمام صعوبات المعيشة ولقمة العيش التي تحول بينهم وبين حياتهم وسط أسرهم.

في البداية، قال أحمد جمال 47 عامًا، يعيش في الكويت ما يقرب 15 عاماً ولا يأتي اجازات بشكل منتظم بالرغم من أن زوجته وأولاده يعيشون في مصر لكنه لا يستطيع أن يأخذهم معه ولا يقدر علي أن ينسحب من غربته ويعود لبلده بسبب الالتزامات ومتطلبات الحياة، وعبر أنه لم يشعر بالضعف يومًا بقدر ما يشعر به نحو غربته وأن ذلك ترك فجوة في روحه بالرغم من السنين الطويلة التي عاشها بالخارج.


الغربة ليست دائماً "تربة" 

علي الرغم من أن الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء ليست بشيء اليسير بل إنها من أصعب المواقف إن لم تكن اصعبها علي الاطلاق  لكن ليست كل غربة كربة بنظرة الشخص المغترب إليها هو الذي يحدد ذلك، فيمكن أن ينظر الغربة علي انها فرصة سواء للسفر أو الشغل أو التعلم وعلي قدر الطموح والسعي يأتي الفرج حيث أضافت لنا مريم ماهر، مغتربة للعمل  بالإمارات منذ 7 سنوات، أن الغربة تجعل من الغرباء اصدقاء ومن الاصدقاء إخوة وانها تعيش حياتها في الغربة في هدوء وحرية .


الغربة فرصة!

وأكدت لنا ريم الرواشدي، اخصائية علم النفس، أن الغربة ما هي إلا فرصة ويجب علي كل مغترب أن يصنع لنفسه طموحاً كبيراً خاص به غير محدود بإمكانيات وهذا يبدأ بالسعي والاجتهاد والعمل الجاد وتحمل الصعاب والخطوات المدروسة بشكل صحي.


وروى وليد على، عمره ٤٥ عاما، أنه مغتربا منذ بداية شبابه من اجل طلب الرزق، ليبدأ حياة جديدة فى البلد الذى انتقل اليها، وتمضى الاعياد والمناسبات تلو الاخرى ويتذكر سهرات الاصدقاء وذكريات العائلة وتجمعاتهم، فالغربة تقطعه عن اعز الناس اليه واقربهم. ولكن فى المقابل يوفر حياة كريمة لعائلته على حساب غربته.

وأشار محمد طه، عمره ٣٦ عاما، إلى أن الغربة لها ضريبة باهظة جدا، كحرمانه من الانس بعائلته واصدقائه، وعند عودته لوطنه يشعر أنه غريب ويصعب التكييف مع بلده القديمة، وأن أسرة المغترب تواجه سلبيات ومخاطر كثيرة فى غيابه وأنسب حل هو وجود الاسرة معه محل إقامته.


الغربة لا تستحق الحسد

وقال محمد أحمد، طالب مغترب في دولة الإمارات العربية، عند سؤاله عن الغربة: "في الغربة لا تستطيع أن تدعي أمتلاكك لشيء، البيت الذى تسكنه غداً تسكن غيره والمدينة التى أحببتها غداً تغادرها والأصدقاء الذين تعالت أصوات الضحك معهم تأتي أمواج الحياة لتفرقكم".

واستطرد: "تعلمت في الكلية أن الاستقرار العاطفي والمكاني هما ميزان صحة الإنسان فإن للمغترب حياة وهو يعيش فوق الماء حيث لا أرض يابسة يضع عليها رجليه، في الغربة تشعر أن الوقت يمضى سريعاً ومعه تمضى الحياة وبينهما مشاعر مكبوتة تكاد تصيبك بالاختناق، في الغربة خصصوا مكاناً لكل شىء إلا البكاء وباعوا كل شىء إلا العاطفة واخترعوا دواء لكل شىء إلا الحنين".

وذكر مصطفى يوسف، طالب مغترب، عند سؤاله عن الغربة: "الناس تحسدك دائمًا على شئ لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقوط متاعك، حتى على الغربة يحسدونك، كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدًا وحقدًا جذورنا، أصالتنا وحضارتنا لا غنى لنا عنها، حتى لو اعتقدنا بأننا نعيش في رفاهية، ومهما تقدمت بنا السنين، فهي السند القوي الذي يعطينا الثبات والثقة والذي يقوينا دائمًا في مواجهة الصعاب، فالعودة إلى الوطن هي مطافنا الأخير".


صعوبة التكيف

وعن رأى الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسى، فوجد أن بعض الاشخاص مهما كانت الغربة مغرية لديهم فانهم يجدون صعوبة مع التكيف فى البلد الجديد الذى اختاره، وقد يصابون بالتوتر والاكتئاب والشوق الى الوطن الام، ويفتقدون ذكرياتهم وعلاقتهم بالعائلة والاصدقاء، وهناك أقلية تكون الاعراض لديهم بسيطة ويستمروا في البلد الذى سافرو اليها.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button