وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية

 

الإسلام دين الفضائل وكبح الرذائل
الفضائل تحمي المجتمع من الانهيار
الصفات الإيجابية تضمن سلامة العلاقات البشرية

 

كتبت : هبة المنزلاوي، أمنية هشام، نوران نعمان


نفتقد في مجتمعنا هذه الأيام عددًا من الصفات الإيجابية والفضائل والسلوكيات الحميدة، التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف خاصةً مع انتشار التطور التكنولوجي والتغيرات التي طرأت على طبيعة العلاقات والشخصيات، فأصبحنا نعاني من تفكك الروابط الاجتماعية حتى بين أعضاء الأسرة الواحدة،  وحلت محل الصفات الإيجابية صفات ومفاهيم أخرى سلبية وهدامة؛ جعلت المجتمع معرضا للانهيار في أي وقت، وكي نحافظ على قوة مجتمعنا واستقراره وسلامة العلاقات البشرية، يجب أن نتذكر أخلاقيات التعامل والتفاعل مع بعضنا بعضا، ونستعيد قيمنا ومبادئنا من خلال إحياء الصفات الإيجابية، وتوعية البشر بأهمية الفضائل ودورها في بناء المجتمع وتنميته، والحفاظ عليه من الوقوع في المخاطر، ولذلك أجرينا تحقيقا صحفيا كي نتطرق إلى الصفات التي وجب استعادتها، ودورها الجوهري في رخاء المجتمع وأهميتها في الإسلام.


قالت شهد هشام، الطالبة بكلية علوم: إن أهم الصفات الإيجابية احترام الآخر، وكيفية التعامل مع الغير، التدبر في الكون والخلق، الحياء، التواضع. وتظهر كل صفة من هذه الصفات في حياتنا اليومية فمثلاً الحياء يظهر في ارتدائنا للملابس، البعد، عن قول الفحش، والاحترام ثقافة الآخر، تكون في احترام دينه أو عاداته أو معتقداته؛  لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن في هذا الوقت لم نعد نتمسك بأخلاق وصفات الدين، وأصبح معظم الناس يستقون معلوماتها من مواقع التواصل الاجتماعي ومن مصادر غير موثوقة؛ لذلك يجب علينا أن نعرف مصادر المعلومات.. والآباء عليهم دور الرقابة الحازمة على أولادهم، والحكومة يجب أن تصدر قوانين رادعة لكل من ينشر معلومة كاذبة أو مسيئة عن الدين.


وتابعت منار هاني، الطالبة بكلية الآداب جامعة حلوان، إن أهم أخلاق الإسلام خلق التسامح، والصدق، والأمانة، والنظافة، والصبر، فهي أكثر الصفات الموجودة في المجتمع الآن، لذلك يجب أن ننميها جميعها ، والتسامح يمكن تنميته من خلال تعزيز ثقافة تقبل الآخر، الإطلاع على ثقافات مختلفة، التعمق والفقه في الدين، وبالنسبة للصدق والأمانة، نحن نقتدي بالرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يلقب بالصادق الأمين... والنظافة هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يعلّمه لأحد، فهي فطرة وطبيعة للفرد، ويجب أن تكون نابعة من الشخص نفسه.


وذكر شهاب عادل الطالب بكلية العلوم  بأن أركان الإسلام هي نفسها صفاته المميزة بالإضافة إلى العدل والتسامح والتراحم، وكل تلك الصفات تظهر في تعاملنا مع الناس وفي كل المناسبات، وللأسف هذه المميزات لم تعد تطبق بشكل سليم، فالدين نفسه أصبح قليلًا عند بعض الناس؛ وحتى وصل الأمر إلى الاستغراب من الشخص المتدين المحترم، وأحد أبرز الأسباب لحدوث ذلك، قلة الوعي وعدم التأسيس الصحيح للفرد وأيضاً أصدقاء السوء والانشغال الدنيا. ولحل هذه المشكلة يجب على الأهل تنشئة أبنائهم على الدين الصحيح، والشخص يجب أن تكون الصفات الحميدة نابعة من داخلة، فالدين هو المعيار الأول والأخير لفعل أي شيء.


وقال فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد العزيز سعيد، عضو نقابة قرّاء القرآن الكريم، بجمهورية مصر العربية، إن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا على صلة الرحم حيث قال تعالى في سورة النساء : "واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" وقال بيّن  سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  بأن صلة الرحم تطيل العمر وتوسع الرزق (أي تزيد الرزق)، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، ولذلك مَن يصل رحمه يوسع الله عليه ويبارك له في رزقه ويغفر ذنوبه ويدخله الجنة والله أعلم، وحثنا أيضا ديننا الإسلامي على الصدق والأمانة حيث قال الله تعالى : ﴿ قَالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[ المائدة: 119]

وقال أيضًا في سورة الأحزاب : "الصادقين والصادقات" وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل أيكون المؤمن كذاب قال لا، وقال الله عز وجل : "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" (سورة الأحزاب : 72) لذلك من علامات إيمان المؤمن صدقه وأمانته.

 

وتابع أن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا أيضًا على الحلم والعفو حيث قال الله تعالى : "فمَن عفى وأصلح فأجرُه على الله"، وقال أيضا "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يُحب المحسنين"، ولذلك ينبغي على المسلم أن يكون حليما عفوا كريما، وكان سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم يقابل السيئة بالحسنة، أي كان يحسن لمن أساء إليه، وأيضًا ديننا حثنا على الصبر حيث قال الله تعالى : "إن الله مع الصابرين " وقال أيضا : "الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار..." الصبر دائما مفتاح الفرج، وقال الله تعالى أيضا : واستعينوا بالصبر والصلاة.." لذلك فإن الصبر من أهم أسباب الإيمان بالله، والصبر كما قال تعالى مقدم على الصلاة، وبالصبر تنفرج الهموم.


وقال الشيخ محمود قنديل، الخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إن صلة الأرحام لها دور إيجابي وأساسي يساعد على التنمية المجتمعية؛ لأن الأسرة هي جزء من المجتمع، فصلة الرحم تقوي التنمية الاجتماعية، وذلك يتوقف على التربية والترابط الأسري، فيؤدي إلى عجلة التنمية، وقطع الأرحام والتفكك يؤدي إلى الوهن مما يؤثر على التنمية تأثيًرا سلبيًا من تعليم وتعاملات ومشاريع... إلخ، أما بالنسبة لمساعدة الآخرين ودورها في التنمية المجتمعية، فالجميع يعلم مؤاخاة الرسول بين المهاجرين والأنصار، وأثر تلك المؤاخاة على المجتمع، وباختصار شديد عندما جمعت الزكاة في بيت مال المسلمين حتى بلغ الأمر مبلغا عظيما، وزوج الشباب وتم قضاء الديون، أليست هذه مساعدة للآخرين لها أثر إيجابي على تنمية المجتمع ؟!.

 

وأضاف إن الصدق والأمانة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم والجميع يعلم اختيار السيدة خديجة له صلى الله عليه وسلم، ليكون على تجارتها هاتان الصفتان لو تحلى بهما التجار لرأينا مجتمعا راقيا بعيدا عن الأنانية والاحتقار، وأدى ذلك إلى قوة المجتمع، ولكن عندما حاد التجار وغيرهم عن التحلي بالصدق والأمانة أدي ذلك إلى الفوضى وانتشار الفاحشة، والوهن في جميع أواصر المجتمع، أمّا المروءة فهي هبة من الله يهبها لمن يشاء من عباده، لو كان مجتمعنا متحليًا بذلك لازداد قوة، وأدى ذلك إلى التنمية الاجتماعية الإيجابية، ولما حلت الأنانية مكانها أدى ذلك إلى الانحلال الأخلاقي، وأصبح ذلك كأنه سوس ينخر في أواصر المجتمع.


وقال الشيخ السيد الجندي، الخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إن صلة الرحم تؤثر على صلابة وتماسك المجتمع كله واستقرار وسلامة الأسر، وجعلها ديننا الإسلامي في منزلة عالية، وأجر مَن يصل رحمه جنات الله ورضاه، قال الله تعالى : «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ»، وأيضا في القرآن الكريم تحذير لمن يقطعه رحمه، قال الله تعالى «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ» وقوله تعالى :  «وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»، والسنة النبوية أيضا تحثنا على صلة الرحم في المقام الأول، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مَن أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه»، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام ،وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».


وتابع إنه الصبر من أهم الصفات التي حث عليها الإسلام، فكل أبواب الخير والفرج اقترنت بالصبر والجنة أيضا كي يبلغها المسلم المؤمن يجب أن يصبر على الطاعات ويصبر عن الشهوات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حُفّت النار بالشهوات، وحُفّت الجنة بالمكاره) وعن قيمة الصبر وجزاء الصابرين في القرآن الكريم قال الله تعالى :  "...إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولـئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ" وقوله تعالى : "قالوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يوسُفُ قالَ أَنا يوسُفُ وَهـذا أَخي قَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ " وقوله تعالى : "وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ" وقوله تعالى : "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ" وايضًا رسولنا الكريم أكد على مكاسب الصابرين فقال -صلى الله عليه وسلم- : (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)، وأيضا قال -صلى الله عليه وسلم- : (ما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).


وأضاف أن الله عزّ وجل أمرنا بالعفو والصفح، ليعم السلام والاستقرار على المجتمع، وتصفي النفوس، وتذهب الأحقاد، فالعفو عن أخيك قوة خاصة لو كنت تستطيع أخذ حقك منه وقادرًا عليه؛ ولكنك تحليت بصفة عظيمة من صفات المولى -جل وعلا- وهي العفو، فإن كان في قدرتك أن تعفو عن أحدهم وتسامحه عن أخطائه، فافعل ولا تتردد فسوف تلقى الأجر من الله، العفو من نقاء القلوب، فماذا لو انتشر بيننا ؟!، سنزداد قوة وتراحما، وتصبح سلوكياتنا أكثر تهذبا، وفي جمال العفو وعظيم أجره في الإسلام قال الله تعالى : "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ" وقوله تعالى : "وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" وقوله تعالى : "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" وقوله تعالى : "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، وأكد رسولنا الكريم على قيمة العفو وأهميته بين الناس فقال -صلى الله عليه وسلم- (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ)، وجاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُ عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).


وقالت الدكتورة هدى ذكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن صلة الرحم من أهم الصفات الاجتماعية الإيجابية لأنها تضمن للمجتمع حالة من التماسك والتكاتف، وتختلف باختلاف المكان فالأمر يختلف في الصعيد عن الوجه البحري، وتزداد في القرية عن المدينة، لكون المدينة تتسم بالتنوع السكاني الكثيف فيها، وتضم أفراد من بيئات مختلفة من داخل الوطن وخارجه، وكذلك تتباين الجوانب الاجتماعية داخل المحافظة الواحدة، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي زادت الصلة بالأغراب أكثر من الأهل والأقارب، فالشباب اليوم يفضل التهنئة بالأعياد عبر الرسائل القصيرة مما يؤدي لتقليص الزيارات العائلية، ونصحت الأفراد باستغلال فترة الأعياد بحضور المناسبات لتوطيد العلاقة بين الأهل والأقارب، مسيرة إلى سمة أخرى لها قيمة كبيرة في المجتمع، وهى التعاطف مع الآخرين وظروفهم والقدرة على فهم مشاعرهم ومساعدتهم، فالإحساس بالآخرين نعمة، وعندما يتمكن الإنسان من الإحساس بغيره، فهذا الأمر يقوي من علاقاته الاجتماعية مع الآخرين حتى في بيئة العمل، فالتعاطف يسهم في تعزيز القيم والأخلاق الإنسانية مثل العطاء والرحمة.


وأوضحت الدكتورة إيمان عبد الله، خبيرة الإرشاد النفسي، أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ويميل إلى التواصل مع الآخرين من الأهل والأصدقاء، ومن أهم الظواهر الإيجابية التي يجب أن يتمسك بها المجتمع هي صلة الرحم للأهل والأقارب من النسب، ولا تتمحور صلة الرحم في الأعياد والمناسبات فقط بل التواصل معهم بشكل مستمر، وتكون من خلال معاملتهم بإحسان، وتفقد أحوالهم والاطمئنان عليهم في أوقاتهم العصيبة وأزماتهم، وبالتالي ينعكس ذلك على الطفل ويتوجه لفعل هذا الأمر عندما يكبر ويقتدي بوالديه ويقلدهما، مضيفة أن لصلة الرحم فضائل على الفرد والمجتمع، فهي تجلب البركة والرزق وتطيل العمر، ويتعلم الفرد منها لغة الحوار والتواصل مع الشرائح الاجتماعية المختلفة، وإن التواصل على السوشيال ميديا يمكن أن يوطد العلاقة مع الأقارب والأهل وتؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية وخاصة الأسرية ولكن ليس بنفس درجة التواصل المباشر معهم، مشيرة إلى سمة أخرى يجب التمسك بها، وهى التسامح فيدخل في كل التعاملات، وهو قيمة من القيم الإنسانية التي تحمل في طياتها الكثير من الفضائل مثل الرفق بالآخرين وتطهير النفوس، وتعزيز الشعور المعنوي لديهم، ويعمل التسامح على تعزيز التواصل والتعايش مع الآخرين، والاحترام المتبادل بينهم والعفو عن الزلات والتماس الأعذار لهم، وبالتالي يجنبهم مشاعر الكراهية والحقد على الآخرين.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button