وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية

 

"القايمة".. "شبح العنوسة".. "الخدمة في بيت العيلة".. موروثات ثقافية تثير الجدل


كتبت: ريم طلعت وسارة سلطان وزياد ابو الفتوح


المفاهيم الخاطئة هي كالأسوار التي نبنيها حول تصوراتنا وتصورات المجتمع حول مواضيع حيوية  وتعتبر هذه الأسوار عائقًا أمام فهم صحيح وشامل لتلك القضايا، مما قد يؤدي إلى آفاق محدودة وتقييد للحرية الفكرية. من خلال استكشاف هذه المفاهيم الخاطئة وتحطيم تلك الأسوار، نستطيع بناء جسور التواصل والتفهم الحقيقي بين الأفراد والمجتمع بشكل عام، ومن بين تلك المفاهيم هو ما يفرضه المجتمع على الشباب الذين لديهم النية في الزواج، فباتت ال"القايمة" والنيش وغيره من الموروثات التي لابد منها، في حين تعاني الفتيات من شبح العنوسة خاصة في الأقاليم والقرى، فإذا تخرجت الفتاه من الجامعة دون أن تتم خطبتها، فتكون وكأنها ارتكبت جرم كبير، ويبدأ أقرباؤها وجيرانها في القرية الحديث عنها والنظرة إليها كـ "عانس" في الوقت التي تكون فيه قريناتها في المدينة في مقتبل حياتهن العملية، وربما نكون قد تجاورنا تلك المفاهيم الخاطئة بشكل يومي دون تفكير في الأثر الذي قد تخلفه على تصوُّرنا وتصرُّفاتنا، وربما يكون من الضروري استكشاف هذه المفاهيم وفحصها بعين التمحيص.


"بيعة وشروة"

يقول حازم ممدوح، البالغ من العمر 25سنة، وهو أحد المقبلين على الزواج: "المجتمع المصري يفرض أشياء معقدة في الزواج، مثل جلسة الاتفاق على المفروشات والأثاث، لكن الأصح هو أن يشتري كل من الطرفين ما يستطيع وفقا لإمكانياته"، مضيفًا: "الأمر تحول لعملية بيع وشراء، ولهذا فالشباب ينتظرون سنوات طويلة لتجهيز شقة الزوجية وتكاليف الزواج"، ويضيف: "إذا كنت تملك شقة سكنية أو ستسكن في شقة بنظام الإيجار الجديد، فنصف ما تبقى من تكلفة سيخصص للأثاث".

ويضيف جمال محمد، البالغ من العمر45سنة، صانع أثاث: "الشاب المقبل على الزواج يكون لديه دخل بسيط، وأمام ذلك مطلوب منه شبكة ومصوغات ذهبية ومهر وشقة وأثاث وحفل زفاف، والفستان والكوافير والبدلة، وكل هذه الأمور تمثل كابوسا للعريس، يجعله يعزف عن الزواج".


وتابع: "المغالاة في تكاليف الزواج سيكون سبب في زيادة نسبة العنوسة، وارتفاع نسب الجريمة والانحراف والتحرش، وسلوكيات وظواهر اجتماعية سلبية كثيرة تظهر بالمجتمع لأن الشاب رد فعله الطبيعي سيكون بالسلب حين يجد نفسه عاجزا عن الشكل الطبيعي للحياة"، وأوضح صانع الأثاث المصري: "بعض الأسرة لديها عشق وحب للأخشاب الطبيعية في صناعة الأثاث الخاص بفتياتهم أثناء الزواج، ولا يوافقون على الأخشاب الصناعية، والحقيقة أن هذه السلوكيات في الزواج هو مجرد نوع من المغالاة وتابع: "بحكم خبرتي في هذا المجال، فأنا أؤكد أن الشكل واحد تقريبًا ومعظم الأسر لا تستطيع التفرقة بين الأثاث المصنوع من خشب طبيعي وخشب صناعي، والفارق في الخامة والمتانة ليس كبيرا للدرجة، لكن فارق التكلفة على الشاب المقبل على الزواج كبير جدا، ولذلك أرى أنه نوع من أنواع الإرهاق المادي غير المنطقي على الشباب وحول أزمة السكن.

 

وقال محمد عطية، البالغ من العمر50سنة ، متقاعد عن العمل، إجراءات الزواج في مصر حديثًا بعد التطور اصبحت تجرى عن طريق عدة شروط وهي:

1.    إجراء فحوصات طبية للزوجين قبل الزواج، ونتائج الكشف الطبي تكون مميكنة من وزارة الصحة لتأكيد صحة سلامة التحاليل.

2- يتم عقد الزواج بإذن من لجنة تتكون من قاضى ومستشار من الصحة لتعطى الموافقة للمأذون بعقد القران.

3- إعداد وثيقة ما قبل الزواج للاتفاق على بعض الشروط.

بعكس الشروط القديمة للزواج التي كانت تجرى عن طريق تحديد الحد الأدنى للسن هو الثامنة عشرة للذكور والسادسة عشرة للإناث وعند عقد القران لا بد أن يدفع العريس للعروس مقدم الصداق، فقد كان الاهتمام بشكل اكبر بالسن والمال.

وأكمل حديثة مازال قائما حتى الآن تقسيم الاثاث بين الزوجين فهناك ما تقوم بشرائه الانثى وهناك ما يقوم بشرائه الذكر ومازال ثابتًا حتى الآن أن الشقة يقوم الذكر بتحمل مصاريفها كاملة.

 

العنوسة حالة أم قضية مجتمعية

تروي مريم، فتاة تبلغ من العمر 35 عامًا، تجربتها مع العنوسة، مؤكدة أنها لم تتزوج حتى الآن بسبب النصيب، ورأت أهمية النظر إلى المرأة العانس بنظرة عادية، بعيدة عن الاستحقار أو التقليل من شأنها. فالعنوسة لا تقلل من قيمة المرأة بأي شكل من الأشكال، ونظرات المجتمع السلبية تُسبب لها أذى نفسيًا كبيرًا، وتُشعِرها بأنها هي السبب في عدم زواجها.

 

أضاف ايضًا محمد مرتضي، البالغ من العمر ٥٧ عامًا، وهو واحد من الجمهور عن رأيه عن قضية العنوسة، وقال إنها اصبحت ظاهرة اجتماعية منتشرة في المجتمع لعدة اسباب منها الظروف الاقتصادية وأن من السيء النظر للمرأة العانس بنظرة تقلل منها.

من جانبها، تناولت الدكتورة نرمين محمد، أخصائية اجتماعية ونفسية، ظاهرة العنوسة في المجتمع، مؤكدة على أن العنوسة ليست سمة سلبية للمرأة، إنما هي نظرة المجتمع الخاطئة لها هي المشكلة الحقيقية. أوضحت الدكتورة أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع المرأة إلى العنوسة، منها الظروف الاقتصادية، والعوامل الشخصية، وظروف أخرى لا دخل للمرأة فيها.

وشددت الدكتورة على ضرورة تغيير نظرة المجتمع للمرأة العانس، ونبذ الأفكار السلبية التي تُلصق بها. فالمرأة العانس إنسانة طبيعية كأي امرأة أخرى، لها الحق في العيش بكرامة واحترام، دون النظر إلى حالتها الاجتماعية.

 

حكايات من داخل "بيت العيلة"

إن فكرة خدمة الحماة في بيت العيلة فكرة مثيرة للجدل منذ قديم الأزل خاصة في القرى والأرياف، فيجب التوازن بين حقوق الفرد وتقاليد العائلة وتعاليم الدين يُشجع على النظر إلى هذا الموضوع بروح مفتوحة واحترام للآراء المختلفة لتعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع، ويمكن أن تكون تجارب الأفراد وتفاصيل حياتهم الشخصية مؤثرة على وجهات نظرهم حول موضوع خدمة العيلة. يجب على الفرد أن يتعامل مع هذا الأمر بحكمة واحترام للجميع.

في هذا السياق، روت لنا مني عفيفي، 35 عامًا ، تجربتها مع الزواج في بيت العيلة: "أفضل أن نكون واقعيين ونعترف أن رفض الخدمة في بيت العيلة يمثل تحديات كبيرة. يمكن أن يؤدي عدم قبول الخدمة إلى زيادة الضغط على أفراد الأسرة وتقويض التوازن والسلام الأسري. من الضروري أن تكون الحوارات حول هذا الموضوع مفتوحة واحترامية للجميع، مع السعي لإيجاد حلول توافقية تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة. يجب التأكيد على أهمية الاحترام المتبادل والتعاون في بيت العيلة من أجل بناء علاقات صحية ومستقرة."

 

وعبرت لنا عن رأيها شهد عبد المجيد 22 عامًا ومتزوجة منذ 3 سنوات في بيت عيلة : "قد يرفض الفرد خدمة العيلة بسبب عوامل خارجية مثل عدم توافر الوقت أو القدرة المالية، مما يجعله غير قادر على تقديم المساعدة المطلوبة و يمكن أن يكون الرفض أيضًا ناتجًا عن اختلاف في القيم والمبادئ بين الفرد وأفراد العائلة، مما يجعله يرفض المشاركة في الخدمة بناءً على اعتقاداته الشخصية، فبعض الأشخاص قد يرفضون خدمة العائلة بسبب تجارب سلبية سابقة أو علاقات معقدة داخل الأسرة، مما يجعلهم يشعرون بعدم الرغبة في التعامل مع تلك الوضعيات مرة أخرى ويمكن أن يتسبب الصراع الداخلي داخل العائلة في توتر العلاقات وتقويض علاقة الفرد مع أفرادها، مما يدفعه لرفض خدمة العائلة".


رحمة وإحسان

وأكد لنا محمد سعيد قنديل، كان يعمل داعية إسلامياً 7 سنوات في الهند، وعضو بنقابة الأزهر الشريف :" أنه بحسب العقيدة الدينية، يجب على أفراد الأسرة أن يعملوا معًا بروح التعاون والتضامن، وأن يكونوا مدركين لحقوق الخدم الموجودين في بيت العيلة. ينبغي على كل فرد أن يتقبل المسؤوليات والتزاماته تجاه العائلة، وأن يقدم المساعدة بدون تردد عند الحاجة. كما يجب على أفراد الأسرة أن يتعاملوا بالرحمة والإحسان مع الخدم ويحترموا حقوقهم واحتياجاتهم. بناءً على هذا، يعتبر رفض الخدمة في بيت العيلة خطأً يجب تصحيحه وينبغي لكل فرد أداء دوره الإيجابي في خدمة ودعم بعضه البعض وبذل الجهود المشتركة لرعاية وتعزيز الروابط الأسرية، تحقيقًا للسلام والتوازن داخل الأسرة وفي المجتمع بشكل عام."

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button