وصف المدون

أسوار ... بإيديك الإختيار تسعى هذه المدونة لوضع جسور تتخطى الحواجز المجتمعية والنفسية بين الإنسان وما يدور حوله وهذا هو هدفنا الأول

خبر عاجل

تجمعهما روابط تاريخية وطبيعية.. جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في السودان

إعلان الرئيسية


قصص من الواقع لمعاناة زوجات حُرموا مملكتهم الخاصة

 

كتبت: لارا امير وهدى عماد


يعتبر الزواج من أهم القرارات في حياة الأفراد، فهو يمثل تأسيس لحياة جديدة تستند إلى الحب والاحترام بين الزوجين. وعندما يتمتع الزوجان برغبة مشتركة في بدء حياتهما الزوجية، يواجهون العديد من القرارات المهمة والتحديات، من بينها قرار مكان الإقامة فهي واحدة من الخيارات المطروحة أمام الزوجين هي الزواج والعيش في منزل العائلة المشتركة.  

ولكن يكون ذلك مصحوبًا بالتدخل في الخصوصية فإن تأثير الأهل على الخصوصية يختلف من ثقافة لأخرى ومن أسرة لأخرى، وقد يكون له جوانب إيجابية وسلبية حيث يشعر الزوجان في بعض الأحيان بالتدخل الزائد في خصوصيتهما، حيث يمكن أن يتدخل الأهل في قراراتهما اليومية أو يعبرون عن آراءهم بشأن القضايا الخاصة بالزوجية فقد يؤدي ذلك إلى شعور بالقيود والضغط على الحرية الشخصية والاستقلالية للزوجين.


في البداية، تروي ليلي محمد ابراهيم، البالغة من العمر ٤٤ عاما: " في بداية زواجي كنا نعيش في بيت العيلة ولكن كان الأمر صعب جداً تسبب لي في كثير من المشاكل و أكبرهم مشكلة التدخل في الخصوصية بشكل دائم و رغبتهم في أن أكون معهم طول اليوم لم أكن أشعر أن لي بيت ولم يكن مسموح لي أن أكون في بيتي ، بالإضافة إلى الأعمال المنزلية التي صارت واجب علي وصرت مسؤوله عن نضافه منزلين و ازداد الأمر صعوبة عندما أنجبت طفلي الأول ، كان هناك مساعدة منهم بشكل كبير ولكن أيضاً هناك تعليقات على ماذا يأكل وماذا يتردى و لماذا سلوكه هكذا ، و لكني انتقلت لبيت جديد بعيد بعد سنوات من الجواز حتى اتجنب المشاكل ويكون هناك خصوصية، مضيفًا أنها لا تشجع فكرة بيت العيلة، لأنه سور بين البنت والخصوصية وهذا يتوقف على الشخصيات التي ستعيش معها بالطبع ولكن هو يشجع بشكل كبير على التدخل في الخصوصيات".


الشعور بالونس 

وعلى لسان ريهام محمد، التي تبلغ من العمر ٣٨ عاما، تقول: " تزوجت منذ ١٠ سنوات وقبل زواجي كنت رافضة تماما فكرة العيش بمنزل العائلة ولكن ظروف زوجي لم تكن تسمح الا بذلك فتروجت بمنزل عائلته ولكن مع مرور الوقت بدات اشعر انني سعيدة بالعيش مع اهله فكانوا يعاملونني بطريقة لطيفة ولم يكونوا يتدخلوا في خصوصيتي وكنت اشعر بالونس بوجودهم خصوصا عندما يسافر زوجي كنت ابات مع حماتي واخواته، ولكن بصراحة نظرتي للموضوع لم تتغير لإنها تعتمد على شخصية وتربية الزوج واهله لان ممكن يكونوا اهله مش ناس كويسة فانا أرى بصراحة انه يجب على البنت ان تتاكد الاول من حسن تعامل اهل الزوج وانهم هيحترمو الخصوصية الخاصة بيها هي وزوجها".

 

في سياق متصل، دعمتها سلمى هاني، البالغة من العمر ٢٦ عاماً، مضيفة: " عندما تزوجت ومن البداية وأنا أضع حدود في التعامل حتي أتمتع بالخصوصية الكاملة وخصوصاً أنني تزوجت في " بيت عيلة " يراه الكثير من الناس شبح التدخل في الخصوصية وعدم الراحة و سبب الكثير من المشاكل ولكن لا أتفق مع هذا الكلام لأن كل بنت يجب أن تكون واضحة من البداية بما هو مقبول وليس مقبول، أنا الان أعيش ف البيت بكامل خصوصيتي وهم بكامل خصوصيتهم، بل بالعكس أجد في هذا البيت الونس و الدفيء الاسري، وعندما أنجبت طفلتي الأولى كانوا يساعدونني كثيراً بالأخص عندما أكون في العمل، الأمر أيضاً متوقف على ما هي طباع أم الزوج و أخوته هل يرون التدخل في الخصوصية شئ عادي أم يحترمون خصوصيه كل بيت".

 

إهانة على يد أهل الزوج 

ومن ناحية أخرى، تسرد شيرين عثمان، ٣٣ سنة، قصتها المأساوية، فتقول: " لقد تعرفت على اهل جوزي منذ حوالي10 سنوات بسبب ان اخته صديقتي منذ ألابتدائية وكانوا يظهرون امامي في هيئة ملائكة واحببت زوجي لأنه كان شخص طيب واخواته كانوا يقولون لي نفسنا تبقي مرات اخونا وتعيشي معانا في نفس البيت تمت خطبتي وحماتي كانت تظهر كملاك بجناحات وتخبرني انني ابنتها الرابعة وقبل فرحي بيومين وجدتهم اتغيروا فاجأه معي واخته الكبيرة كانت تتدخل يني وبين زوجي في كل حاجة  وهو كان يستمع لها في كل شيء ولكني قطعت معاها وساعتها حماتي طلبت مني مفتاح الشقة بتاعتي بحجة ان لو النسخة اللي معايا ضاعت ومنذ ذلك اليوم  وانا اعيش جحيم من خلال الإهانة والشتيمة ودخول منزلي بدون أستاذان واخذ من اشيائي الخاصة وملابسي وأصبحت تطرد اهلي واي احد يزورني وكانت تجبرني ان انظف منزلها ومنزل بناتها وييقظوني من نومي حتى انزل اشتري لهم طلبات المنزل فقد اكتشفت انه ليس بالسنين او بالعشرة  وان كل ما فات كان مجرد تمثيل عليا وحقيقتهم بانت مع الوقت".

 

التدخل أصبح فرض

من جهتها، أكدت الدكتورة هدير جبالي، أخصائي نفسي وإرشاد أسري، أن فكرة التدخل في الخصوصيات موجودة في مجتمعنا بشكل كبير وهي ليست متوقفة على اذا كانت الزوجة تعيش في بيت منفصل أم في " بيت العيلة " ف هناك حالات تدخل في الخصوصيات حتى إذا كانت الزوجة بعيدة عن أهل الزوج، وهذا ممكن أن يصيب الزوجة باضطرابات نفسيه و يجعلها تشعر بأنها مهمشه وأنها ليست مهمة وأن قرارات حياتها ليست بإرادتها، ولكن بالطبع يتوقف هذا الأمر على الأهل ومدى احترامهم لخصوصية الغير وبالطبع على الزوج هل هو يفرض مساحة شخصية أم لا.


في سياق متصل، أضاف الدكتور أحمد فارس استشاري الصحة النفسية، انه ليس من الضروري أن يكون " بيت العيلة " سبباً في المشكلات فهو يعتمد على الأشخاص الموجودين به هل هم أشخاص ايجابيين ام سلبيين وما هي طبيعة شخصياتهم، وهل لدى المتزوجة القدرة على التعامل مع الشخصيات السلبية، لذلك لا يمكن أن نعمم أن فكرة " بيت العيلة " هي سور بين البنت و خصوصياتها فهناك الكثير من بيوت العيلة يتمتعون بالخصوصية و تكون بيوت ناجحة أكثر من البيوت العادية.

 

احترام المساحة الشخصية  

وأوضح شمس مصطفى، اخصائي ارشاد نفسي وعلاقات أسرية، أن موضوع التدخل في الخصوصيات يؤثر بشكل كبير على المتزوجة خاصة إذا كانت تسكن بالقرب من أهل الزوج أو ما يسمى ب " بيت العيلة "، عندما تكون المتزوجة غير قادره على أن تتحكم في تفاصيل حياتها وهذا حقها الطبيعي أو أن يتم التحكم في أمور مثل متي و أين تخرج من البيت ، بالإضافة لتأثيرهم الكبير على تربية الأطفال وكل هذا ممكن أن يؤدي لعدم الاحساس بالسعادة والأمان والسلام النفسي، ولكن الموضوع يختلف من شخص لأخر فهو في النهاية يعتمد بشكل كبير على طبيعة شخصية العيلة و الزوج، ولكسر هذا السور يجب أن يتم فرض مساحة شخصية يتم الاتفاق عليها خلال عقد القرآن.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان آخر الموضوع

Back to top button