في حواره لـ "أسوار"..
المخرج الشاب عمرو السيوفي : الإبداع هو سر المخرج الناجح
"السيوفي" : كل حكاية لابد أن تحمل وجهة نظر مميز
حوار : هبة المنزلاوي، ريم طلعت
ضمت السينما المصرية خاصة في الآونة الأخيرة العديد من الشباب الناجح والموهوب، الذي استطاع أن يثبت ذاته في مجال صناعة السينما المصرية، ويقدم لنا حكايته المختلفة والمميزة، المخرج هو صاحب رأي ووجهة نظر في أعماله الفنية المختلفة، يسعى لإيصالها إلى الجماهير بطريقة حكيمة وجذابة، فالإخراج إبداع لا يصح إلا بإنسان يهوى التميز، وأردنا أنا نتعرف على تجارب أحد المخرجين الشبان الذين بدأوا من الصفر للصعود على سلم الإخراج وبلوغ قمته، عازمين على أن يضعوا أسماءهم ضمن أمهر المخرجين وإبراز إشراقتهم الفنية، لذلك أجرينا حوارا صحفيا مع المخرج المصري الشاب عمرو السيوفي؛ ليقص علينا خلاصة تجربته في مجال الإخراج وعوامل نجاحها.
وإلى نص الحوار :
-في البداية عرّفنا بنفسك.
اسمي عمرو السيوفي أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، من محافظة القاهرة، مخرج سينمائي مصري، تخرجت في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، قسم الإذاعة والتليفزيون، وأيضا خريج أكاديمية رأفت الميهي لفنون وتكنولوجيا السينما، قسم الإخراج .
-كيف كانت رحلتك في مجال الإخراج ؟
بدأت الإخراج منذ الدراسة وعملت في عام 2013، كمساعد مخرج في إعلانات مع مخرجين مهمين، مثل هادي الباجوري، وأحمد حسين، وأيضا عملت كمساعد مخرج في أفلام ومسلسلات، بدأت كمساعد ثاني ثم أصبحت إسكريبت اكسسوار "ملابس وحركة" حتى وصلت إلى أن أصبح مخرجًا وعضواً عاملًا في نقابة المهن السينمائية.
-ما العقبات التي واجهتك في بداية عملك في مجال الإخراج ؟
أصعب مشكلة واجهتني هي فكرة العلاقات لعدم معرفتي في بداية رحلتي لمتخصصين في المجال، لكنني حرصت على التواصل مع شخصيات في المجال، وسعيت لنزول تدريبات، وفي بداية التدريب كنت لا أتقاضى أي أجر، ولكن مع الوقت اشتهرت بمهاراتي في عملي كمخرج، وأصبحت مطلوبًا بالاسم في أعمال معينة لقدرتي على الإبداع فيها.
-هل تعتقد أن تخصصك الجامعي كان له دور في نجاحك المهني في الإخراج ؟
تخصصي في الإعلام أفادني على مستوى النقد والتذوق الفني للأعمال الفنية بشكل مستمر في الكلية، إضافة إلى التدريبات العملية، وكنا نرى أفلام وبرامج وإعلانات، وهذا يؤدي إلى تنمية النقد والتذوق الفني لدينا، أي يساعدنا في الحكم على العمل الفني من حيث معرفة مشكلاته، ولماذا تتم مناقشة زوايا دون الأخرى، وكيف يمكن أن يكون أفضل من ذلك؟، فالدارسة الأكاديمية خلقت بداخلنا رؤية نقدية وجعلتنا قادرين على تقييم المنتج النهائي.
-هل يمكن الربط بين المواد التي درستها في الكلية وبين تقنيات الإخراج التي تستخدمها في أعمالك؟
في الحقيقة إن المواد التي درستها في إعلام ليس لها علاقة كبيرة بالسينما، وإنما تنفعنا في التعرف على تقنيات معينة في الكاميرا، وتقنيات أخرى موجودة في المونتاج، أو إتقان معينة كالنقد والتذوق الفني، لكن كسينما روائية التي أعمل بها الآن، فالمواد الأكاديمية تبعد عنها كثيرا، ولكنها أقرب للسينما التسجيلية، وخاصة أن مشروع تخرجي كان فيلم تسجيلي عن العلاج النفسي بالفن، وكان هناك مواد خاصة بالسينما التسجيلية في الكلية.
-ما أهمية الموهبة والدراسة للنجاح في مجال الإخراج ؟
أرى أن الموهبة والدراسة من الأشياء الأساسية جدا في الإخراج بشكل عام، أي لا يصح لأحد أن يعتمد على إحداهما فقط، ولكن يجب توافرهما معا في آن واحد، يجب أن يكون شخصا موهوبا لديه وجهة نظر يعرف جيدا ما الذي سيحكيه؟ وكيف سيحكيه؟ ، التقنيات التي سيتعلمها في مجال الإخراج ستساعده على قص حكايته المستهدفة، ويكون مثقفا ولديه علاقات مع أشخاص مختلفة من كافة الطبقات في أماكن متعددة، وأيضا لديه القدرة على التحليل، وقارئ جيد ويهوى التدريب والتعلم.
-ما أهم الصعوبات التي تتعلق بطبيعة العمل في مجال الإخراج بشكل عام ؟
أصعب الأشياء التي تواجهني لها علاقة بطبيعة المجال من حيث الضغط النفسي، والمطالبة بإعادة التصوير إلى حد لا نهائي، وقلة عدد ساعات النوم، مما يسبب الإرهاق وإلحاق الضرر بالصحة، خاصة أن طبيعة العمل تطلب بذل جهد كبير وتركيز وانتباه، وسرعة أداء وعمل مكثف، وهنا تكمن المعادلة في أنني مطالبا بإنتاج العمل في أحسن صورة وبأعلى جودة، والتركيز على الأداء مع عدم النوم الكافي والإرهاق، وهذا ضمن أصعب المواقف التي تواجه العاملين في مجال الإخراج.
-وجّه نصيحة للشباب الذي يطمح في الدخول إلى عالم الإخراج.
نصيحتي للشباب الذين يريدون العمل في مجال الإخراج أو التعلم في مجال الإخراج عليك بكثرة القراءة، وكسب المعرفة حول مجالات متعددة مثل التاريخ، والسياسة، والجغرافيا، والأدب، وغيره حتى وإن لم يكن لها علاقة بتخصصك، وشاهد أفلام وأعمال فنية كثيرة، وأيضًا شاهد الأفلام التي تخالف ذوقك، أي عليك أن تكون ملما بكل أنواع الأعمال الفنية سواء كانت جيدة أو سيئة؛ لتكتسب الخبرة، وتوطن قدراتك النقدية للحكم على العمل الفني، لأن الأعمال السيئة ستعلمك كيفية التغلب على السلبيات، وتطوير الإيجابيات في إخراج أعمالك القادمة، تعمق في مجال الفنون التشكيلية، وشاهد لوحات فنية كثيرة وقم بتحليلها، فهذا ما سيجعلك صاحب وجهة نظر، وبدون كل هذه الأشياء والمهارات ستكون مجرد شخصا يحكي الإسكريبت المكتوب بواسطة آخرين دون أن يحمل أي وجهة نظر أو يعبر عن موهبتك كمخرج.
-ما العوامل التي ساهمت في نجاحك كمخرج ؟
من أكثر العوامل التي ساعدتني كمخرج هي: المحاولة الدائمة للتطوير من نفسي، ولا أكتفي بما تعلمته في وقت معين، ولكنني أواظب على القراءة والتعرف على الجديد في السوق، ومتابعة التطور التكنولوجي، مثلا لو هناك كاميرا جديدة يثيرني حب الإستطلاع ؛ لمعرفة إمكانيتها وتقنياتها، حتى أستطيع تحديد المرحلة التي وصلنا إليها، والاستعداد للمرحلة التالية بالتدريب والتعلم والارتقاء بالمهارات والقدرات الذاتية، وأحب معرفة إلى أين وصلت الجرافيك في العالم؟، وأشاهد بشكل مستمر السينما العالمية، وليس فقط سينما مصرية، وأراقب تطورات السينما العالمية وتقنياتها الحديثة، ففكرة التغذية البصرية تطور نظرة العين والفكر أيضًا من حيث عندما تقص حكايتك كيف توطن فيها وجهة نظرك، وتحكيها بشكل مختلف دون تقليد ما شاهدته من قبل، بل تبدع وتبتكر وتقدم الجديد دائمًا، وتضيف بصمة مختلفة وتعمل على تطوير صناعة أعمال السينما، أما كل ما تشاهده هو يفيدك فقط في تكوين فكرتك الخاصة الجديدة، ويلهمك بإنتاج الأفضل دائما، لأن مهنة الإخراج قائمة على الإبداع والاختلاف والتميز، فهناك مخرجون كثيرون جدا، يعرفون نفس المهارات والمعلومات ودرسوا كل ما درسته أنت كمخرج، ولكن ما يساعدك على الصعود والسطوع هو تميزك وإبداعك.